فهرس الكتاب
الصفحة 251 من 510

الكلام صفة كمال، لأن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، كما أن من يعلم ويقدر أكمل ممن ليس كذلك، ومن يتكلم بمشيئة وقدرة أكمل ممن يكون الكلام لازمًا لذاته، ليس له عليه قدرة، ولا له فيه مشيئة، والكمال إنما يكون بالصفات القائمة بالموصوف لا بالأمور المباينة له، ومن لم يزل موصوفًا بصفات الكمال أكمل ممن حدثت له بعد أن لم يكن متصفًا بها ولو كان حدوثها ممكنًا فكيف إذا كان ممتنعًا فتبين أن الرب لم يزل ولا يزال موصوفًا بصفات الكمال منعوتًا بنعوت الجلال ومن أجلّها صفة الكلام (1) . فالله تعالى متكلم (2) حقيقة بكلام هو صفة من صفاته اللازمة لذاته.

يدل على هذا ما في القرآن الكريم من الإخبار عن ذلك بقوله تعالى: {قَالَ اللَّهُ} وقوله:"يقول الله"في مواضع كثيرة جدًّا، وقوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (3) وقوله: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ

(1) انظر كتاب مذهب السلف القويم في تحقيق مسألة كلام الله ضمن الرسائل والمسائل لابن تيمية (3: 44، 45) . وشرح الأصفهانية له ص (73) . وشرح الطحاوية ص (108) .

(2) انظر الرد على الزنادقه والجهمية لأحمد بن حنبل ص (36) وذكر محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق ص (49) . واعتقاد أهل السُّنة والجماعة لعدي بن مسافر ص (16) . وقواعد العقائد للغزالي ضمن القصور العوالي (4: 151) . وموافقة صحيح المنقول لابن تيمية (2: 40، 41) . وشرح الأصفهانية له ص (30، 31) . وشرح حديث النزول ص (156) . وشرح قصيدة ابن القيم النونية للهراس (1: 112، 113) .

(3) سورة النساء: آية (164) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام