فهرس الكتاب
الصفحة 418 من 510

يحبهما الله: الحلم والأناءة، فقال: أخلقين تخلقت بهما؟ أم خلقين جبلت عليهما؟ فقال: بل خلقين جبلت عليهما. فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب" (1) ."

في الحديث بيان أن تلك الصفتين في أشج عبد القيس مما جبله الله عليهما فليستا من فعله (2) .

ويمكن الاستدلال بالحديث على نفي الجبر ووقوع الإختيار في أفعال الإنسان. لأن تلك الصفتين اللتين جبل عليهما أشج عبد القيس قد يأتي بما يخالفهما وليس هناك ما يمنعه فليس مجبرًا عليهما.

3 -الهدي والتوفيق والإضلال:

في بيان هدى الله تعالى للعبد وإضلاله له.

يقرر أبو محمد بن حزم هذا ببيان أن الله تعالى خلق نفس الإِنسان

(1) انظر سُنن أبي داود (4: 357) وروى الحديث عن محمد بن عيسى الطباع، عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق عن أُم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس، ومحمد بن عيسى وثقه النسائي وابن حبان وقد روى عنه البخاري انظر التهذيب لابن حجر (9: 392 - 394) . ومطر قال عنه أبو حاتم محله الصدق وذكره ابن حبان في الثقات. انظر التهذيب لابن حجر (10: 169) . وأما أم أبان فذكرها الذهبي في ميزان الاعتدال (4: 486، 611) وابن حجر في التهذيب (12: 458) ولم يذكروا فيها جرحًا ولم يذكروا لها تعديلا. والحديث رواه أيضًا ابن ماجه في سُننه (2: 1401) والإمام أحمد في مسنده (4: 206) .

(2) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (8: 462) . ورسالة الإرادة والأمر له ضمن المجموعة الكبرى (1: 344، 345) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام