فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 510

سلك أبو محمد بن حزم رحمه الله في الاستدلال على وجود الله تعالى:

أولًا: طريق حدوث العالم.

ثانيًا: الاستدلال بما في الفلك من الآثار المحمولة فيه من نقلة زمانية وحركة دورية إلى غير ذلك مما في المخلوقات من التوافق والاختلاف والإتقان، فقال تحت عنوان:"من قال بأن العالم لم يزل وأنه لا مدبر له"،"لا يخلو العالم من أحد وجهين إما أن يكون لم يزل أو أن يكون محدثًا لم يكن ثم كان فذهبت طائفة إلى أنه لم يزل وهم الدهرية، (1) وذهب سائر الناس إلى أنه محدث". (2)

وقد ناقش هذه الفرقة"الدهرية"القائلة بقدم العالم فأورد اعتراضاتهم ونقضها واحدًا واحدًا ولم يكتف بابطال حججهم بل أتى بالبراهين الظاهرة والنتائج الموجبة والقضايا الضرورية على إثبات حدوث العالم.

(1) طائفة قديمة جحدوا الصانع الدبر العالم القادر. وزعموا أن العالم قديم ولم يزل الحيوان من النطفة والنطفة من الحيوان كذلك كان وكذلك يكون فالجامع هو الطبع والمهلك هو الدهر. انظر الأصفهانية ص 109، 110. والملل والنحل ج 3 ص 79 المنقذ من الضلال للغزالى ص 40، وتلبيس إبليس ص 41.

(2) الفصل في الملل لابن حزم جـ 1 ص 9.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام