فهرس الكتاب
الصفحة 286 من 510

ففي قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي جهته الله وقبلته فالمقصود بوجه الله هنا الجهة التي تستقبل في الصلاة كما قال في أول الآية {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (1) . ثم قال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كما قال: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (2) . فإذا كان المشرق والمغرب لله تعالى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (3) ، وقوله"موليها"أي مستقبلها فهذا كقوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ، أي فأينما تستقبلوا فثم وجهة الله تعالى (4) .

الادلة من السنة على إثبات صفة الوجه لله تعالى"."

ورد إثبات الوجه لله تبارك وتعالى في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة من ذلك ما روى مسلم بسنده عن أبى موسى أنه قال:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال:"إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور - وفى رواية أبى بكر النار - لو كشفه لأحرقت سبحات (5)

(1) سورة البقرة: آية (115) .

(2) سورة البقرة: آية (142) .

(3) سورقة البقرة: آية (148) .

(4) انظر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (3: 144، 145) ، تفسيرات ابن تيمية جمع إقبال الأعظمي (ص 81) تأويلات أهل السنة للماتريدي (1: 263) ، مختصر الصواعق المرسلة (2: 354، 355) .

(5) سبحات وجه الله تعالى بضمتين: أنواره وجلاله وعظمته. وقيل سبحات الوجه محاسنه، لأنك إذا رأيت الحسن الوجه قلت سبحان الله وقيل: تنزيه له: أي سبحان وجهه. انظر مختار الصحاح (ص 282) ، لسان العرب (3: 301) ، صحيح الإمام مسلم بشرح النووي (3: 14) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام