حروف مؤلفة، وليس شيء من ذلك مخلوقًا، ولا يماثل صفات المخلوقات، لأنه تبارك وتعالى يتكلم بصوت نفسه وحروف نفسه وذلك غير مخلوق، وصفات الله تعالى لا تماثل صفات العباد، فإن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله (1) .
ولم يتعرض ابن حزم لهذا الجانب - فيما أعلم - فلم يذكر هل تكلم الله بحرف وصوت أم لا؟
وجنس الحروف التي تكلم الله بها بالقرآن وغيره ليست مخلوقة والكلام العربي الذي تكلم الله به ليس مخلوقًا، والحروف المنتظمة فيه جزء منه ولازمة له وقد تكلم الله بها فلا تكون مخلوقة، والحروف المعينة محدثة لأن لها مبدأ ونهاية، وهي مسبوقة بغيرها وما كان كذلك لم يكن إلا محدثًا (2) .
القرآن كلام الله تعالى منزل مخير مخلوق منه بدأ. أي هو المتكلم
(1) انظر رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن لأبي محمود الجويني ضمن الرسائل المنيرية المجلد الأول (1: 175، 176، 184) . وشرح الأصفهانية ص (31، 32، 66) . وقاعدة في صفة الكلام لابن تيمية ضمن الرسائل المنيرية المجلد الأول (2: 61، 62) . وكتاب مذهب السلف القويم ضمن الرسائل والمسائل (3: 22، 36، 37، 53، 58، 62) . والتوحيد لابن خزيمة ص (145) . ومختصر الصواعق (2: 401) ذكر أن الله تكلم بحرف وصوت.
(2) انظر كتاب مذهب السلف القويم ضمن الرسائل والمسائل لابن تيمية (3: 46، 56، 57) .