فهرس الكتاب
الصفحة 363 من 984

فَهَذِهِ أَلْفَاظُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَيْتُهُ وَثَبَتُّهُ1 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، فَفِي أَيِّ لُغَاتٍ وَجَدْتَ أَنَّهَا قُدْرَتَانِ2 مِنَ الْقُدَرِ؟ وَهَلْ من شَيْء لَيْسَ قُدْرَةِ اللَّهِ3 الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى يَخُصَّ4 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُلُوبَ مِنْ بَيْنِهَا5 بِقُدْرَتَيْنِ؟ فَلَمْ تَدَّعِ6 مَا إِذَا رَجَعْتَ فِيهِ إِلَى نَفْسِكَ عَلِمْتَ أَنَّهُ ضَلَالٌ وَبَاطِلٌ وضحكة وسخرية، مَعَ أَنَّ الْمُعَارِضَ7 لَمْ يَقْنَعْ بِتَفْسِيرِ إِمَامِهِ الْمَرِيسِيِّ حَتَّى اخْتَرَقَ لِنَفْسِهِ/ فِيهِ مَذْهَبًا خِلَافَ مَا قَالَ8 إِمَامه، وخلا مَا يُوجد فِي لُغَات وَالْعَجَمِ، فَقَالَ: أُصْبُعَاهُ: نِعْمَتَاهُ قَالَ: وَهَذَا جَائِزٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ.

فَيُقَالُ: لِهَذَا الْمُعَارِضِ: فِي أَيِّ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَجَدْتَ إِجَازَتَهُ؟ وَعَنْ أَيِّ فَقِيهٍ أَخَذْتَهُ.؟ فَاسْتَنِدْ إِلَيْهِ10 وَإِلَّا فَإِنَّكَ مِنَ الْمُفْتَرِينَ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلَوْ كُنْتَ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ11 ... ، أَوِ الْأَصْمَعِيَّ12 مَا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْكَ إِلَّا بِحُجَّةٍ13.

1 فِي ط، س، ش"فِي الحَدِيث الَّذِي بَينته ورويته".

2 فِي الأَصْل، ط، ش"أَنَّهَا قدرتين"وَبِمَا أَثْبَتْنَاهُ جَاءَ فِي س، وَهُوَ الصَّوَاب.

3 كَذَا فِي الأَصْل س، وَفِي ط، ش"لَيْسَ تَحت قدرَة الله"وَبِه يَتَّضِح الْمَعْنى.

4 فِي ط، س، ش"خص".

5 فِي س"من بَينهمَا": ويستقيم الْمَعْنى بِمَا فِي الأَصْل.

7 لم يتَبَيَّن لي اسْم هَذَا الْمعَارض كَمَا سبق وَأَن أَشرت إِلَى ذَلِك.

8 فِي ط، س، ش"خلاف مَا قَالَه".

9 فِي ط، ش"فَفِي لِسَان الْعَرَب والعجم".

10 فِي ط، س، ش"فأسنده إِلَيْهِ".

11 هُوَ الْخَلِيل، بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الفراهيدي الْأَزْدِيّ اليحمدي، من أَئِمَّة اللُّغَة وَالْأَدب وَوَاضِع علم الْعرُوض، وَهُوَ أستاذ سِيبَوَيْهٍ النَّحْوِيّ، ولد بِالْبَصْرَةِ سنة 100هـ، وَتُوفِّي بهَا سنة 170هـ وعاش فَقِيرا صَابِرًا. بِتَصَرُّف من كتاب الْأَعْلَام للزركلي، الطبعة الثَّانِيَة 2/ 363، وَانْظُر: وفيات الْأَعْيَان 1/ 172، وإنباه الر واة 1/ 341.

12 فِي س"والأصمعي". قلت: واسْمه عبد الْملك بن قريب بن عَليّ بن أصمع الْبَاهِلِيّ، أَبُو سعيد الْأَصْمَعِي، راوية الْعَرَب، وَأحد أَئِمَّة الْعلم باللغة وَالشعر والبلدان، كَانَ كثير التطواف فِي الْبَوَادِي، ولد بِالْبَصْرَةِ سنة 122 وَتُوفِّي بهَا سنة 216هـ، وَكَانَ يَقُول: احفظ عشرَة آلَاف أرجوزة وَله تصانيف. بِتَصَرُّف من كتاب الْأَعْلَام للزركلي، الطبعة الثَّانِيَة 4/ 307، وَانْظُر: جمهرة الْأَنْسَاب ص"234"، ووفيات الْأَعْيَان 1/ 288، وتاريخ بَغْدَاد 10/ 410.

13 ورد بعد هَذَا فِي ط، س، ش مَا يَلِي:"وَمعنى الْأَصَابِع مَفْهُوم وَمعنى النِّعْمَة مَفْهُوم، وَكَذَا وَافقه أَبُو حَامِد فِي نفي الْأَصَابِع فسماها نعْمَة، فَكفى خيبة وخسارة بِرَجُل يضاد قَوْله فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، يكذب دَعْوَاهُ ويرجح تنزيهه على رَسُوله"وَفِي س"ويرجح بتنزيهه على تَنْزِيه رَسُوله"انْتهى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام