نَبِيَّهُمْ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ سَيُعْطِيهِمْ وَيُثِيبُهُمْ بِهِ1 فَصُعِقَ قَوْمُ مُوسَى2 بِسُؤَالِهِمْ مَا لَا يَكُونُ، وَسَلِمَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُؤَالِهِمْ مَا يَكُونُ، وَمَتَى عَابَ اللَّهُ عَلَى قَوْمِ مُوسَى سُؤَالَ الرُّؤْيَةِ فِي الْآخِرَةِ, فَتَفْتَرِيَ بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ؟ تَكْذِبُ3 عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَاذِبِينَ.
وَقَدْ فَسَّرْنَا أَمْرَ الرُّؤْيَةِ، وَرَوَيْنَا مَا جَاءَ فِيهَا مِنَ الْآثَارِ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، الَّذِي أَمْلَيْنَاهُ فِي الْجَهْمِيَّةِ4، وَرَوَيْنَا مِنْهَا صَدْرًا فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَيْضًا، فَالْتَمِسُوهَا هُنَالِكَ5 وَاعْرِضُوا أَلْفَاظَهَا عَلَى قُلُوبِكُمْ وَعُقُولِكُمْ، تَتَكَشَّفْ لَكُمْ عَوْرَةَ كَلَامِ هَذَا الْمَرِيسِيِّ، وَضَلَالِ تَأْوِيلِهِ وَدُحُوضِ حُجَّتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى6، وَلَوْلَا أَنْ يَطُولَ بِهِ الْكِتَابُ لَأَعَدْتُ الْبَابَ7 بِطُولِهِ وَأَسَانِيده.
1 فِي ط، س، ش"ويثيبهم بِهِ يَوْم الْقِيَامَة".
2 مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، تقدم ص"155".
3 فِي س"بكذب على الله وَرَسُوله".
4 نقدك التَّعْرِيف بالجهمية ص"137"، وَمرَاده بِالْكتاب الأول هُوَ كِتَابه الْمَشْهُور"الرَّد على الْجَهْمِية"وَانْظُر مَا رَوَاهُ فِيهِ من الْآثَار فِي مَبْحَث: الرُّؤْيَة من ص"53-68"، طبعة الْمكتب الإسلامي.
5 فِي ط، س، ش"هُنَالك"قلت: انْظُر مَا أوردهُ الْمُؤلف فِي الرُّؤْيَة من ص"192-209".
6 لَفْظَة"تَعَالَى"لَيست فِي ط، س، ش.
7 فِي ط، س، ش"لأعدت الْبَاب بِطُولِهِ هَاهُنَا وَأَسَانِيده".