الصفحة 21 من 33

وينبغي للإنسان أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى يحمي الإنسان المخالف لأمره وحكمه جل وعلا، ويملي له ما لم يصل إلى مناقضة أمر الله سبحانه وتعالى وحكمه القدري، فإن تعدى إليه فإن مقتضى ذلك تعدي المظالم إلى غيره، فلا تكون المظالم لازمة لنفسه، وهذا أمر معلوم؛ ولهذا جاءت الشرائع في سنن الكون، وإقامة الحدود والتعزيرات، وكذلك قوانين الشريعة وأنظمتها بضبط أحوال الناس حتى ينساقوا على نظام متحد تنزع فيه المظالم، وتعاد فيه الحقوق إلى أهلها حتى يستقيم في ذلك أمر الناس، فإذا خالف الإنسان أمر الله جل وعلا فالأغلب أنه لا يخالفه إلا مع قناعة بأحقية المخالفة في ذلك من أحقية التشريع كما يفعله كثير من السلاطين الذين يشرعون من دون الله شرائع تخالف أمر الله سبحانه وتعالى وحدوده وأحكامه، فإذا وصلوا إلى هذه المرتبة فإن ذلك بحسب المظلمة المتعدية من ذلك الحكم، فإن كثيراً من الأحكام التي تخالف أمر الله سبحانه وتعالى تخالفها باطناً، وربما توافقها ظاهراً، وهذا أيضاً من دقائق ما يدفع البلاء عن كثير من الأمم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام