سلسلة منهاج المسلم - (136)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم. وها نحن قد انتهى بنا الدرس إلى المادة الرابعة في بيان كيفية السباق والمناضلة.

[المادة الرابع: في بيان كيفية السباق والمناضلة: أما السباق فينبغي أن يراعى فيه ما يلي] السباق الذي بين الخيل ينبغي أن يراعى فيه أشياء.

أولاً: تعيين الركوب من فرس أو بعير

[أولاً: تعيين الركوب من فرس أو بعير] لابد أن يكون معيناً [أو دبابة أو طائرة] يجوز استعمال الطائرة للسباق والدبابات كذلك، وإن لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: توحيد جنس المتسابق عليه

[ثانياً: توحيد جنس المتسابق عليه، فلا يسابق بين بعير وفرس مثلاً] ولا بين دبابة وطائرة، فلابد من اتحاد الجنس: بعير مع بعير، وفرس مع فرس، أما فرس مع بعير فما ينبغي، أو دبابة مع طائرة ما ينبغي، لابد من توحيد المركوب.

ثالثاً: تحديد المسافة على أن لا تكون قصيرة جداً ولا طويلة جداً

[ثالثاً: تحديد المسافة على أن لا تكون قصيرة جداً ولا طويلة جداً] لابد من تحديد المسافة التي يتسابقون فيها على الخيل أو غيره، على ألا تكون قصيرة جداً ولا طويلة جداً، بل معتدلة صالحة للسباق.

رابعاً: تعيين الرهن إن كانت المسابقة على رهن

[رابعاً: تعيين الرهن إن كانت المسابقة على رهن] لابد من تعيين وتحديد مقدار المال الذي يفوز به من نجح.

[أولاً: تعيين الركوب من فرس أو بعير] لابد أن يكون معيناً [أو دبابة أو طائرة] يجوز استعمال الطائرة للسباق والدبابات كذلك، وإن لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

[ثانياً: توحيد جنس المتسابق عليه، فلا يسابق بين بعير وفرس مثلاً] ولا بين دبابة وطائرة، فلابد من اتحاد الجنس: بعير مع بعير، وفرس مع فرس، أما فرس مع بعير فما ينبغي، أو دبابة مع طائرة ما ينبغي، لابد من توحيد المركوب.

[ثالثاً: تحديد المسافة على أن لا تكون قصيرة جداً ولا طويلة جداً] لابد من تحديد المسافة التي يتسابقون فيها على الخيل أو غيره، على ألا تكون قصيرة جداً ولا طويلة جداً، بل معتدلة صالحة للسباق.

[رابعاً: تعيين الرهن إن كانت المسابقة على رهن] لابد من تعيين وتحديد مقدار المال الذي يفوز به من نجح.

[ثم تصف خيول المتسابقين صفاً واحداً، تكون حوافرها محاذية لبعضها بعضاً] تُصف خيول المتسابقين أو إبلهم أو دباباتهم أو طائراتهم صفاً واحداً، محاذية لبعضها البعض [ثم يأمر الحكم] القائم بهذا الواجب [المتسابقين بالاستعداد والتهيؤ] يقول: تهيئوا استعدوا [ثم يكبر ثلاثاً] الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر [فينطلق المتسابقون مع آخر تكبيرة، ويكون على نهاية المسابقة] على نهاية المسافة [حكمان] واقفان ينتظران [قد وقف كل منهما على طرف الخط] خط نهاية المسابقة [لينظرا من هو الذي يصل إليه أولاً من المتسابقين فيكون الفائز] الذي يصل أولاً يكون هو الفائز [وإن ضمت حلبة السباق مجموعة] من المتسابقين [فالجوائز توزع على عشرة منها فقط] الزائد على العشرة لا يعطى [فيفوز بأكبرها المجلِّى، ويليه المصلِّى، ثم التالي، ثم البارع، ثم المرتاح، ثم الحظيّ، ثم العاطف، ثم المؤمل، ثم اللّطيم، ثم السُّكيت وهو الفسكل، ولا يعطى من بعد الفسكل شيئاً] هذه أسماء معروفة في اصطلاح السباق.

حكم الجلب في السباق

[ولا يجوز الجلب ولا الجنب في السباق؛ لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك في قوله: ( ولا جنب ولا شفارَ في الإسلام )، والجلب: أن يجعل المسابق من يصيح على فرسه -إلى جنبه- ويزجره ليسرع، والجنب: أن يجعل المسابق إلى جنبه فرساً آخر يحرض فرسه على الجري ويستحثه عليه] ليتقوى به، فلا يجوز الجنب ولا الجلب؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

[ولا يجوز الجلب ولا الجنب في السباق؛ لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك في قوله: ( ولا جنب ولا شفارَ في الإسلام )، والجلب: أن يجعل المسابق من يصيح على فرسه -إلى جنبه- ويزجره ليسرع، والجنب: أن يجعل المسابق إلى جنبه فرساً آخر يحرض فرسه على الجري ويستحثه عليه] ليتقوى به، فلا يجوز الجنب ولا الجلب؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

[وأما المناضلة] المناضلة هي: الرمي [وهي المسابقة بالرمي بالنشاب والبندقية أو الرشاش وما إلى ذلك] من أدوات الرمي [وهي أفضل من السباق] الرمي أفضل من السباق [بالخيل وما إليها؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا )] يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( ارموا ) أيها المسلمون! ( واركبوا ) يعني: على الخيل والإبل، ( وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) أي: السباق في الرماية أفضل منه في ركوب الخيل والدبابة والطائرة [وذلك لأن تأثير الرمي في الجهاد أقوى من الركوب كما هو معروف] فركوبك على الفرس أو البعير في الجهاد لن يكون كالرمي، الرمي أكثر أثراً وألماً ونفعاً.

[وينبغي في المناضلة أن يراعى ما يلي]

أولاً: أن تكون بين من يحسنون الرماية

[أولاً: أن تكون بين من يحسنون الرماية] أما من لا يحسن الرماية فكيف يناضل؟ لا يقبل منه ولا يشارك إلا إذا كان يحسنها وله شهادة بذلك، فيجب أن تكون الرماية بين من يحسنها ويجيدها.

ثانياً: معرفة عدد الإصابات للهدف

[ثانياً: معرفة عدد الإصابات للهدف] لابد من تحديد هذا وتعيينه؛ لأن فيها الرهن. كم رصاصة أصابت الهدف: خمس، ست، سبع؟!

ثالثاً: معرفة الرماية هل هي مبادرة أو مفاضلة

[ثالثاً: معرفة الرماية هل هي مبادرة أو مفاضلة، فالمبادرة: أن يقولا من سبق إلى خمس إصابات من عشرين رمية فقد سبق، والمفاضلة أن يقولا: أينا فضل صاحبه بخمس إصابات من عشرين رمية فقد سبق] لدينا صنفان من الرماية: أولاً: المبادرة وهي: أن يقولا من سبق إلى خمس إصابات من عشرين رمية -مثلاً- فقد سبق، ثانياً: المفاضلة وهي: أن يقولا: أينا فضل صاحبه بخمس إصابات من عشرين رمية -مثلاً- فقد سبق.

رابعاً: تحديد الهدف وتعيينه

[رابعاً: تحديد الهدف وتعيينه] لابد من هذا [وأن يكون على مسافة معقولة قرباً وبعداً] فلا يكون -مثلاً- عشرة كيلو مترات! كيف يصل إذاً؟! ولا يكون خمسمائة متر، فلابد من مسافة محدودة كالسباق، الرماية كالسباق، لابد من تحديد المسافة وكونها معقولة مقبولة.