أرشيف المقالات

صفعة! - محمد عبده المنزلاوي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
اليوم في حوار مع أحد المعارف من بعيد، سألته سؤال من يقطع الطريق ويذهب صمت الغرباء..!
وقد رأيت ابنته التي تجاوزت الثامنة: كم لله عندك من أبناء غيرها؟!
فأجابني إجابة الواثق الراضي: "لم أرزق سوى بابنتي تلك"!

فجرت على لساني أسطوانة الوعظ التقليدية، ونصحته فيما نصحت -وقد تقمصت دور الواعظ- بضرورة قيام الليل ، ففيه تقضى الحوائج، وفيه ساعة إجابة يتنزل فيها الرب جل وعلا نزولاً يليق بجلاله..
إلخ

ثم قاطعني الرجل قائلاً: "يا أخي أنا لم أترك قيام الليل منذ عشر سنوات ولله الحمد، لا أنا ولا زوجتي، بل زوجتي خير مني في ذلك! يكفيني من نومي ثلاث ساعات فقط من ليل أو نهار"! هنا انكمشت في مقعدي، وعدت إلى حجمي، وقد أدركت أن الثوب متسع علي كثيراً، ثم بشرني بفرج الله وأنه على يقين منه قريباً.

الدرس المستفاد:
إياكم أن تحكموا على الناس بظواهرهم البسيطة أو هالاتهم الكبيرة، فلا زخرفة اﻷلفاظ تعني العلم ، ولا الوعظ يعني الخشية، ولا الصمت يعني الخواء، ولا البساطة تعني الجهل! كم من أكابر في غبراء الناس، وكم من مستوري الحال معروفون عند الله! وما قصة أويس القرني عنا ببعيد..
ثم ها أنا ذا آسى لحالي، وأتقطع حسرات على ما مر من التفريط والغفلة.

شارك الخبر

المرئيات-١