شراب الكفار يوم القيامة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
شراب الكفار يوم القيامةالشراب ما يشربه الإنسان ليسد عطشه، ويدفع الحرارة.
وأما شراب الكفار يوم القيامة - أعاذنا الله منه - فليس لتلك الغاية بل للزيادة في العذاب والألم ذلك بما كسبت أيديهم في الدنيا، قال الله تعالى في وصف شرابهم: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا ﴾ [1].
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾: "لا يطعمون فيها بردًا يبرد حرَّ السعير عنهم، إلا الغسَّاق، ولا شرابًا يرويهم من شدَّة العطش الذي بهم، إلا الحميم"[2].
وقال ابن زيد رحمه الله تعالى، في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ "الحميم: دموع أعينهم في النار، يجتمع في خنادق النار فَيُسْقَونه، والغسَّاق: الصديد الذي يخرج من جلودهم، ما تصهرهم النار في حياض يجتمع فيها فيسقونه"[3].
وقال الله تعالى في آية أخرى في وصف شرابهم: ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ﴾ [4].
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري رحمهم الله تعالى، في تفسير قوله تعالى: ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ﴾ "تسقى أصحاب هذه الوجوه من شَرَاب عين قد أنى حرُّها، فبلغ غايته في شدة الحرِّ"[5].
وقال ابن زيد رضي الله تعالى عنه في تفسير قوله تعالى: ﴿ آنِيَةٍ ﴾ "حاضرة"[6].
والآية تحمتل كليهما؛ لأنَّ العين ممكنة أن تكون من الحرارة غايتها وحاضرةً لأهل النار وللتناول منها، والله تعالى أعلم.
اللهم أجِرنا من النار، يا مجير يا مجير يا مجير
آمين يا رب العالمين
[1] سورة النبأ: (24 - 26).
[2] "جامع البيان في تأويل القرآن"؛ لمحمد بن جرير الطبري، (24/ 162).
[3] المصدر نفسه، (24/ 163).
[4] سورة الغاشية: (5).
[5] المصدر السابق، (24/ 383).
[6] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 383).