فقه العبادات - الصلاة [14]


الحلقة مفرغة

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً وعملاً يا كريم، وبعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي المشاهدين والمشاهدات!

أسعد الله مساءكم أيها الإخوة الطلاب الذين معنا في الأستديو! ونسأل الله أن يجعل هذا الاجتماع اجتماعاً مرحوماً، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.

أيها الإخوة! كنا قد توقفنا في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند صفة الركوع، وبينا الصفة المشروعة والمستحبة، وبقينا في الذكر الوارد في هذا الباب.

مقدار الطمأنينة والتسبيح الواجب في الركوع

الشيخ: فالمشروع للمصلي إذا ركع أن يقول: (سبحان ربي العظيم)، وقبل ذلك يجب عليه أن يطمئن بمقدار قول: سبحان ربي العظيم؛ فإن هذا الاطمئنان من أركان الصلاة، فإنه لو لم يقل ذلك ولكنه بقي بمقدار ذلك فقد فعل الركن، فالذكر واجب ومقداره ركن؛ لأن مقداره اطمئنان.

وقد قال جماهير أهل العلم: إن الطمأنينة في الركوع ركن من أركان الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته: ( ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ).

ومقدار الاطمئنان أن تعود كل فقرة إلى مكانها حال الركوع، ثم يمكث بمقدار أن يقول: سبحان ربي العظيم.

وقول: (سبحان ربي العظيم) مشروع؛ لما جاء عند أبي داود من حديث عقبة بن عامر : ( أنه لما نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] قال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، ولما نزلت سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] قال: اجعلوها في سجودكم ).

ولهذا ذهب جماهير أهل العلم إلى مشروعية أن يقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم)، إلا أن الحنابلة قالوا بوجوب ذلك؛ لحديث عقبة بن عامر، وحديث عقبة بن عامر حسن إسناده أبو العباس بن تيمية رحمه الله، وإن كان في سنده بعض الكلام، لكن الذي يظهر -وهو أحوط- أن الإنسان يقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم)، ولو مرةً واحدة، فإن نسي ذلك فإنه يجبره بسجود السهو.

وأما الأئمة الثلاثة: أبو حنيفة و مالك و الشافعي فإنهم قالوا باستحباب ذلك، وقالوا: لا يسجد للسهو إذا ترك قول: (سبحان ربي العظيم).

أقل الكمال وأعلاه في تسبيح الركوع

الشيخ: واعلم أن الواجب أن يقول: (سبحان ربي العظيم) مرةً واحدة، وأقل الكمال أن يقوله ثلاثاً، وإن قال بمقدار عشر فلا حرج في ذلك؛ لما جاء في الحديث الذي رواه أهل السنن أنه قال أبو هريرة : ( لقد صليت خلف هذا، وهو أشبهكم صلاةً برسول الله، قال الراوي: فحزرنا ركوعه، فإذا هو يسبح بمقدار عشر، وإذا سجوده بمقدار عشر )، فهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يركع بمقدار قول: (سبحان ربي العظيم) عشر مرات، فيقول: (سبحان ربي العظيم)، فإن ذكر لفظاً آخر مما كان صلى الله عليه وسلم يقوله، فهذا هو الأفضل.

على هذا فالواجب أن يقول: (سبحان ربي العظيم) مرة واحدة، فإن قال: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم) فهذا أقل الكمال، وإن قاله عشراً فهذا أفضل.

وأما قول: (سبحان ربي العظيم وبحمده) فإنه قد رواه أبو داود وغيره، والراجح والله أعلم أن زيادة (وبحمده) في الركوع والسجود ضعيفة؛ لأن الحديث فيه جهالة، وعلى هذا فالسنة أن يقول: (سبحان ربي العظيم) فقط.

الأذكار المستحبة في الركوع مع التسبيح

الشيخ: ويستحب للإنسان إماماً كان أو مأموماً أو منفرداً أن يقول مع (سبحان ربي العظيم): (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، تقول عائشة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن )، وهذا حديث متفق عليه، فيستحب للمأموم والإمام والمنفرد إذا ركع أن يقول مع (سبحان ربي العظيم): (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، يكثر من ذلك؛ لقول عائشة : ( كان يكثر أن يقول ).

ويستحب أن يقول: ( سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما ذكر ذلك النسائي و محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.

الشيخ: فالمشروع للمصلي إذا ركع أن يقول: (سبحان ربي العظيم)، وقبل ذلك يجب عليه أن يطمئن بمقدار قول: سبحان ربي العظيم؛ فإن هذا الاطمئنان من أركان الصلاة، فإنه لو لم يقل ذلك ولكنه بقي بمقدار ذلك فقد فعل الركن، فالذكر واجب ومقداره ركن؛ لأن مقداره اطمئنان.

وقد قال جماهير أهل العلم: إن الطمأنينة في الركوع ركن من أركان الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته: ( ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ).

ومقدار الاطمئنان أن تعود كل فقرة إلى مكانها حال الركوع، ثم يمكث بمقدار أن يقول: سبحان ربي العظيم.

وقول: (سبحان ربي العظيم) مشروع؛ لما جاء عند أبي داود من حديث عقبة بن عامر : ( أنه لما نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] قال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، ولما نزلت سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] قال: اجعلوها في سجودكم ).

ولهذا ذهب جماهير أهل العلم إلى مشروعية أن يقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم)، إلا أن الحنابلة قالوا بوجوب ذلك؛ لحديث عقبة بن عامر، وحديث عقبة بن عامر حسن إسناده أبو العباس بن تيمية رحمه الله، وإن كان في سنده بعض الكلام، لكن الذي يظهر -وهو أحوط- أن الإنسان يقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم)، ولو مرةً واحدة، فإن نسي ذلك فإنه يجبره بسجود السهو.

وأما الأئمة الثلاثة: أبو حنيفة و مالك و الشافعي فإنهم قالوا باستحباب ذلك، وقالوا: لا يسجد للسهو إذا ترك قول: (سبحان ربي العظيم).

الشيخ: واعلم أن الواجب أن يقول: (سبحان ربي العظيم) مرةً واحدة، وأقل الكمال أن يقوله ثلاثاً، وإن قال بمقدار عشر فلا حرج في ذلك؛ لما جاء في الحديث الذي رواه أهل السنن أنه قال أبو هريرة : ( لقد صليت خلف هذا، وهو أشبهكم صلاةً برسول الله، قال الراوي: فحزرنا ركوعه، فإذا هو يسبح بمقدار عشر، وإذا سجوده بمقدار عشر )، فهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يركع بمقدار قول: (سبحان ربي العظيم) عشر مرات، فيقول: (سبحان ربي العظيم)، فإن ذكر لفظاً آخر مما كان صلى الله عليه وسلم يقوله، فهذا هو الأفضل.

على هذا فالواجب أن يقول: (سبحان ربي العظيم) مرة واحدة، فإن قال: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم) فهذا أقل الكمال، وإن قاله عشراً فهذا أفضل.

وأما قول: (سبحان ربي العظيم وبحمده) فإنه قد رواه أبو داود وغيره، والراجح والله أعلم أن زيادة (وبحمده) في الركوع والسجود ضعيفة؛ لأن الحديث فيه جهالة، وعلى هذا فالسنة أن يقول: (سبحان ربي العظيم) فقط.

الشيخ: ويستحب للإنسان إماماً كان أو مأموماً أو منفرداً أن يقول مع (سبحان ربي العظيم): (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، تقول عائشة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن )، وهذا حديث متفق عليه، فيستحب للمأموم والإمام والمنفرد إذا ركع أن يقول مع (سبحان ربي العظيم): (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، يكثر من ذلك؛ لقول عائشة : ( كان يكثر أن يقول ).

ويستحب أن يقول: ( سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما ذكر ذلك النسائي و محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.

الشيخ: ثم بعد ذلك يقول الإمام بالمنفرد: (سمع الله لمن حمده)، وهل يقوله المأموم؟

جماهير أهل العلم على أن المأموم لا يقول: (سمع الله لمن حمده)؛ لما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي موسى : ( فإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد )، فهذا دليل على أن المأموم لا يقول: (سمع الله لمن حمده)؛ خلافاً لبعض الفقهاء الذين قالوا: يستحب أن يقوله المأموم كالإمام، والراجح أن المأموم لا يقول ذلك، وإنما يقول الدعاء الوارد بعد ذلك.

فإذا قال الإمام والمنفرد: (سمع الله لمن حمده)، فيقول المأموم: (ربنا لك الحمد)، أو يقول: (ربنا ولك الحمد)، أو يقول: (اللهم ربنا لك الحمد)، أو يقول: (اللهم ربنا ولك الحمد).

واعلم أنه قد صحت الرواية في الجمع بين (اللهم) والواو، وبين (ربنا ولك الحمد)، وبين (ربنا لك الحمد)، كل ذلك قد جاء، وهي أربعة أذكار، أي: إما أن يقول: (ربنا لك الحمد)، أو (ربنا ولك الحمد)، أو (اللهم ربنا لك الحمد)، أو (اللهم ربنا ولك الحمد)، خلافاً لـأبي العباس بن تيمية و ابن القيم اللذين قالا: لا يشرع للإنسان أن يجمع بين اللهم وبين الواو لعدم ثبوت ذلك، والصحيح أنه قد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما حقق ذلك كثير من أهل الحديث المتقدمين والمتأخرين، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.

ما يقوله المأموم في القيام بعد الركوع

الشيخ: واعلم أن المأموم يقول أكثر من ذلك خلافاً للحنابلة، فإن الحنابلة قالوا: إن المأموم لا يقول إلا: (ربنا ولك الحمد) فقط، والصحيح أن المأموم يفعل مثل فعل إمامه، إلا ما ورد الدليل بالاستثناء، ولم يرد دليل باستثناء ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ).

فكل فعل فعله صلى الله عليه وسلم فإن المأموم يشرع له أن يقوله مثل الإمام، إلا ما ورد، وأما ما ورد مثل: (سمع الله لمن حمده)، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد ).

والذي جاء في السنة أن المأموم يقول: ( ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد )، وهذا ثبت في صحيح مسلم .

وجاء في بعض الروايات أنه يقول: ( اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ملء السموات وملء الأرض.. ) الحديث، وهذا أيضاً ثابت.

وفي حديث عبد الله بن أبي أوفى كما عند مسلم في بعض رواياته: ( أنه يقول: اللهم طهرني بالماء والثلج والبرد، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد )، والله أعلم.

وقد ذكر بعض أهل الحديث أنه لا يقوله في الركوع، كما أشار إلى ذلك الألباني ، والذي يظهر والله أعلم أنه يقوله؛ لأن بعض الروايات فيها اختصار، وإن كان في صحيح مسلم لم يذكر هذه اللفظة، لكن جاءت في طرق أخرى تدل على أنه يشرع للإنسان أن يقولها حتى بعد الرفع من الركوع.

وأما رواية حذيفة عند أبي داود : ( لربي الحمد ) فقد حسنها كثير من المتأخرين، ولا حرج أن يقولها الإنسان.

واعلم رعاك ربي أنه يستحب للإمام إذا رفع رأسه من الركوع أن يطيل ذلك، وهذه سنة تخفى على كثير من المصلين، حيث إنهم يتعجلون الذكر الوارد في هذا، بل إن بعض الأحناف لا يرون القيام، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنه يجب عليه أن يقوم، وأن يستتم قائماً حتى يطمئن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ثم ارفع حتى تعتدل قائماً )، وفي رواية: ( حتى تطمئن قائماً )، فيجب بعد الركوع أن يقف حتى تعود كل فقاره إلى مكانها، فهذا واجب من غير ذكر.

حكم الذكر الوارد بعد الرفع من الركوع

الشيخ: وهل قول: (ربنا ولك الحمد) واجب أم غير واجب؟

الصحيح أن قول: (ربنا ولك الحمد واجب)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( فقولوا: ربنا ولك الحمد )، وهذا مذهب الحنابلة خلافاً للجمهور الذين قالوا باستحباب ذلك وليس بوجوبه، والراجح وجوب ذلك.

وأما ما بعد ذلك فإنه يستحب، فالواجب أن يقول: الإمام والمأموم والمنفرد، (ربنا ولك الحمد)، وأما ما زاد على ذلك فهو مستحب.

استحباب الإطالة في القيام بعد الركوع

الشيخ: وينبغي للأئمة أن يطيلوا هذا القيام، فقد ثبت في الصحيحين من حديث ثابت البناني أنه قال: قال أنس بن مالك : ( إني لا آلو -يعني: لا أقصر- أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، قال ثابت البناني: فكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع استتم قائماً، حتى يقول القائل: قد نسي، وإذا رفع رأسه من السجود استتم جالساً، حتى يقول القائل: قد نسي )، وهذا يدل على أنه يشرع للإمام أن يطيل إذا رفع رأسه من الركوع.

والإطالة هنا موطن دعاء، كما أشار إلى ذلك غير واحد من أهل العلم، فيقول: (لربي الحمد)، أو يدعو دعاءً يرتضيه، ولا حرج، وإن كان الركوع الأفضل أن يعظم فيه الرب، فيكثر من قول: (سبحان ربي العظيم)، و(اللهم لك ركعت، ولك سجدت، وبك آمنت، وعليك توكلت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي لله ربي العالمين)، كل ذلك جاء في روايات، لكن يحتاج إلى مراجعة أسانيدها، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.

الشيخ: واعلم أن المأموم يقول أكثر من ذلك خلافاً للحنابلة، فإن الحنابلة قالوا: إن المأموم لا يقول إلا: (ربنا ولك الحمد) فقط، والصحيح أن المأموم يفعل مثل فعل إمامه، إلا ما ورد الدليل بالاستثناء، ولم يرد دليل باستثناء ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ).

فكل فعل فعله صلى الله عليه وسلم فإن المأموم يشرع له أن يقوله مثل الإمام، إلا ما ورد، وأما ما ورد مثل: (سمع الله لمن حمده)، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد ).

والذي جاء في السنة أن المأموم يقول: ( ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد )، وهذا ثبت في صحيح مسلم .

وجاء في بعض الروايات أنه يقول: ( اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ملء السموات وملء الأرض.. ) الحديث، وهذا أيضاً ثابت.

وفي حديث عبد الله بن أبي أوفى كما عند مسلم في بعض رواياته: ( أنه يقول: اللهم طهرني بالماء والثلج والبرد، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد )، والله أعلم.

وقد ذكر بعض أهل الحديث أنه لا يقوله في الركوع، كما أشار إلى ذلك الألباني ، والذي يظهر والله أعلم أنه يقوله؛ لأن بعض الروايات فيها اختصار، وإن كان في صحيح مسلم لم يذكر هذه اللفظة، لكن جاءت في طرق أخرى تدل على أنه يشرع للإنسان أن يقولها حتى بعد الرفع من الركوع.

وأما رواية حذيفة عند أبي داود : ( لربي الحمد ) فقد حسنها كثير من المتأخرين، ولا حرج أن يقولها الإنسان.

واعلم رعاك ربي أنه يستحب للإمام إذا رفع رأسه من الركوع أن يطيل ذلك، وهذه سنة تخفى على كثير من المصلين، حيث إنهم يتعجلون الذكر الوارد في هذا، بل إن بعض الأحناف لا يرون القيام، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنه يجب عليه أن يقوم، وأن يستتم قائماً حتى يطمئن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ثم ارفع حتى تعتدل قائماً )، وفي رواية: ( حتى تطمئن قائماً )، فيجب بعد الركوع أن يقف حتى تعود كل فقاره إلى مكانها، فهذا واجب من غير ذكر.

الشيخ: وهل قول: (ربنا ولك الحمد) واجب أم غير واجب؟

الصحيح أن قول: (ربنا ولك الحمد واجب)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( فقولوا: ربنا ولك الحمد )، وهذا مذهب الحنابلة خلافاً للجمهور الذين قالوا باستحباب ذلك وليس بوجوبه، والراجح وجوب ذلك.

وأما ما بعد ذلك فإنه يستحب، فالواجب أن يقول: الإمام والمأموم والمنفرد، (ربنا ولك الحمد)، وأما ما زاد على ذلك فهو مستحب.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي - عنوان الحلقة اسٌتمع
فقه العبادات - الطهارة [4] 2585 استماع
فقه العبادات - الطهارة [17] 2563 استماع
فقه العبادات - الطهارة [5] 2444 استماع
فقه العبادات - الطهارة [15] 2391 استماع
فقه العبادات - الصلاة [9] 2349 استماع
فقه العبادات - الصلاة [16] 2240 استماع
فقه العبادات - الصلاة [11] 2238 استماع
فقه العبادات - الطهارة [7] 2184 استماع
فقه العبادات - الطهارة [14] 2090 استماع
فقه العبادات - الصلاة [23] 2058 استماع