فهرس الكتاب
الصفحة 381 من 401

تكره بقلبك لا ترضى، «ولا ينزعن يدًا من طاعة» ، يعني: لا تخالف ولا تشق العصا وإنما الطاعة واجبةٌ ولازمةٌ، والخروج على الإمام محرم لا يجوز الخروج لا باللسان، ولا باليد، لا بالسيف السنان، ولا باللسان، الخروج قد يظنه البعض أنه إنما يكون بالسيف فقط، لا، ليس أمرٌ كذلك، ولذلك ثَمَّ طائفةٌ من طوائف الخوارج تسمى القاعدية نسبةً إلى القعود، يعني: وظيفتهم تأجيج الناس تهيج الناس من أجل أن تشحن صدورهم على الولاة المسلمين ولو كانوا فجارًا ثم بعد ذلك جاءت النتيجة وهي ما يترتب على شحن الصدور وهو الخروج، ولذلك لا يحل الكلام في الولاة وغيبتهم أعظم من غيبة بقية الناس لأنه يترتب عليها مضرةً ومفسدة عظيمة، إذا شُحنت الصدور على الولاة مثلاً ما الذي يترتب؟ أدنى ما يُأَجِّج نار الخروج خرجوا، فالنفوس تكون جاهزة للخروج بالسيف، حينئذٍ إذا كان هذا السبب مؤدٍ إليه وهو الكلام في الولاة، ولذلك أجمع السلف على أن من تكلم في الولاة ولو لم يخرج بسيفه فهو من الخوارج، ولذلك ذكر ابن حجر في المقدمة (( هدي الساري ) )شخص ما قال: هو من القاعدية وهم الذين يخرجون على الولاة باللسان لا بالسنان. يعني: يخرجون بألسنتهم، وهذا شيءٌ خطير لا يظن الظان أن إنكار المنكر مفتوحٌ على مصرعيه لا إنما تنكر المنكر الذي يكون بين يديك، والذي يرى من ولي أمره شيئًا فإن كان منكرًا فليذهب إليه، هذا هو الأصل إنما تنكر على من؟ تنكر على من فعل المنكر وهو موجودٌ بين يديك، ومن الغباء والحماقة أن يصعد خطيبٌ ينكر على ولي الأمر ولا يوجد إلا المساكين نعم الناس مساكين ما يستطيعون أن يفعلوا شيئًا.

فأولاً: مخالفة عقلية أنه خاطب من ليس موجودًا عنده، وأنه خاطب من لا يملكون لأنفسهم حولاً ولا قوة إنما لو ذهب شيءٌ من رواتبهم ما استطاع الناس أن يفعلوا شيء، فحينئذٍ نقول: هذا يعتبر شيئًا من الحماقة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام