فهرس الكتاب
الصفحة 163 من 401

* قوله:"وقوله - تعالى - إخبارًا عن عيسى"، وإثبات صفة النفس لله - عز وجل -.

* أجمع السلف على إثبات صفة النفس، واختلفوا في معنى هذه الصفة.

* الصفات التي ذكرها المصنف، وإثباتها على مذهب السلف، ودليل كل صفة.

* قوله:"فهذا وما أشبهه مما صح سنده"المسألة.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

كما ذكرنا أن المصنف رحمه الله تعالى شرع في بيان شيءٍ من صفات وآيات الصفات فذكر صفة الوجه ودليلُهُ قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27] . ثم صفة اليدين ودليله قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] .

ثم قال: (وقوله تعالى إخبارًا عن عيسى عليه السلام أنه قال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116] ) . (وقوله تعالى إخبارًا) ، أي: حال كونه مخبرًا، هنا مصدر المراد به اسم الفاعل إخبارًا، المصدر لا يقع حالاً، لكن إذا جاء كذلك فوجب تأويله بالمشتق، إذا وقع جامدًا، المصادر من جوامد، (عن عيسى عليه السلام أنه قال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} ) . هذا نفس عيسى ولا إشكال فيه، الشاهد في قوله: ... ( {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ) . أضاف النفس إلى الرب جل وعلا. إذًا الصفة الثالثة صفة النفس بإسكان الفاء، أورد المصنف آيةً واحدة، والنفس ثابت لله تعالى بدلالة الكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب فقوله تعالى حكايةً عن عيسى أنه قال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} . وجه استدلال قوله: {نَفْسِكَ} . أضاف اللفظ إلى الرب جل وعلا، والكاف هنا خطاب، والمخاطب هو الرب جل وعلا، كذلك قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] . الضمير هنا الهاء يعود إلى الرب وهو فاعل، {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ} على نفس الرب {الرَّحْمَةَ} ، وأما السنة فقوله - صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه» . أضاف النفس إلى الرب جل وعلا، وهذا دليل من السنة، «وزنة عرشه ومداد كلماته» . رواه مسلم، وأجمع السلف على ثبوتها، يعني: هذه الصفة، يوصف الرب جل وعلا بالنفس، أجمع السلف على ثبوتها لله تعالى على الوجه اللائق به من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكييفٍ ولا تبديل، إذًا إثبات الصفة مجمعٌ عليه، لا خلاف بين السلف في كون هذا اللفظ يطلق على الرب جل وعلا، لكن ما مراد الرب جل وعلا بالنفس بماذا نفسرها؟ قولان للسلف، يعني: اختلفوا في المعنى المراد بالنفس، أجمعوا على إثبات هذه الصفة، فنقول: في نسفه، في نفسك يا رب، ونحو ذلك، ولكن ما المراد بهذا اللفظ؟ نقول: فيه قولان للسلف. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام