* قوله: وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم والاهتداء بمنارهم"."
* كل ما ليس له أصل في الدين فهو بدعة سواء في باب المعتقد وغيره.
* قول النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"الحديث.
* أقسام سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
*"كل ما قام سببه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتركه ففعله بعده بدعة".
* هل"السلف"فترة زمنية مرت وانتهت أم باقية؟
*"أن تفعل كما فعل لأجل أنه فعل، وتترك كما ترك لأجل أنه ترك".. ينبغي العناية بها.
* قوله:"وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه"المسألة.
* لا يصح إطلاق الخليفة الخامس على عمر بن عبد العزيز.
* قوله:"وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه"المسألة.
* مناظرة"محمد بن عبد الرحمن الأدرمي مع"أحمد بن أبي دؤاد"."
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
وقفنا عند قول المصنف رحمه الله تعالى: (وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء) أي الاستدلال، (بمنارهم، وحُذِّرنا المحدثات) بأن مخالفة آثار السلف بما أجمعوا عليه يعتبر بدعة ومحدثة وكل ما ليس له أصلٌ في الدين حينئذٍ يسمى محدثةً سواءٌ كان في باب المعتقد أو كان في باب العمل، ... (وحُذِّرنا) والمحذر هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذلك الله عز وجل كما ذكرناه في الآية السابقة، (وأخبرنا أنها من الضلالات) كما سيأتي في الحديث الآتي، ... (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» ) ، ( «عليكم» ) أي ألزموا ( «عليكم» ) هذا من صيغ الوجوب عند الأصوليين، يعني: كما إذا قال وجب أو فرض أو كتب، {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [المائدة: 105] اسم فعل أمر ويقتضي الوجوب، كما هو الشأن في قوله: افعل. {أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [البقرة: 43] نقول: {أَقِيمُواْ} هذا فعل أمر يدل على وجوب الصلاة. ( «عليكم بسنتي» ) ، إذًا السنة مأمورٌ بها، والأصل في حمل ألفاظ الوجوب أو ألفاظ الأمر على الوجوب الحقيقي، هذا الدليل عليه جماهير الأصوليين وحكي الإجماع على ذلك، فـ ( «عليكم» ) هذا أمر واجب، ( «بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» ) ، ( «الخلفاء» ) جمع خليفة، و ( «الراشدين» ) جمع راشد، اسم فاعل مأخوذٌ من الرشد ضد الغواية وهو الصلاح والافتداء في العمل وقبل ذلك في العلم، ( «المهديين» ) يعني الذين هداهم الله عز وجل هداية توفيق وهداية دلالة فجمعوا بين هدايتين، ( «من بعدي» ) لأنه لا خليفة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أنه لا إجماع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو يكون بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، ( «عَضوا» ) بفتح العين تَعُضُّوا ( «عَضوا» ) بفتح العين عَضَّ يعَضُّ عَضَّ هكذا يقال فيه من جهة الصيغة، عَضَّ فعل ماضي، يَعَضُّ بفتح العين على وزن يَفْعَلُ عَضَّ هذا فعل أمر ( «عَضُّوا عليها بالنواجذ» ) أي تمسكوا بها كما يتمسك العاضُ على الشيء بجميع أضراسه، لو عَض بقوة حينئذٍ يكون متمسكًا به، والنواجذ أقاصي الأسنان، هذا تشبيه، يعني: تمسك بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يتمسك ذاك العاض بأسنانه على شيءٍ يريد الحصول عليه ( «وإياكم» ) هذا صيغة تحذير وهو من صيغ التحريم عند الأصوليين، فيحمل على التحريم، إذًا أَمَرَ بالسنة، التمسك بالسنة أمرٌ واجب لقوله: ( «عليكم بسنتي» ) . ( «وإياكم» ) هذا تحذير احذروا محدثات جمع محدثة وهو البدعة كما جاء في الحديث «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ» ، «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ» . فالفرق بين الحديثين أن قوله: «من عمل» . هذا متعلقٌ بالعامل دون الفاعل المحدث أصلاً، يعني: قد يكون مقلدًا فيعمل عمل غيره ويكون بدعة وينزل الحديث عليه، «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا» . والذي أحدث البدعة ابتداءً يحمل عليه حديث «من أحدث» أوجد ولو لم يعمل، فالثاني حديث «من عمل» .