* قوله: (وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا ) .
* أقوال أهل العلم في عبارة المصنف، والحكم عليها.
* هل ابن قدامة مفوض؟
* أقوال المفسرين في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) الآية.
* ما هو المحكم، وما هو المتشابه؟
* القدر المشترك بين المفوضة والمؤولة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
لا زال الحديث في بيان الأصل الأول الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في بيان معتقد أهل السنة والجماعة، قلنا: بدء كلام المصنف وفروعًا منه في المقصود، وقوله: (موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم) . ثم بين أو فَصَّل ذلك أو تلك الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه كذلك على لسان نبيه الكريم.
قال: (وكل ما جاء في القرآن) . عرفنا المراد بالقرآن، (أو صح عن المصطفى عليه الصلاة والسلام) ، قلنا: تقيد صح هنا بالرد على من قيد أن أحاديث الصفات يشترط فيها أن لا تكون أحاديث آحاد، والصحيح أن كل ما صح سنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو كان حسنًا لذاته حينئذٍ تثبت به الصفة، وكذلك القرآن كما ذكرناه في كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى، (أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان به، وتلقيه بالتسليم والقبول) ، هذا الأول وجوب الإيمان التصديق به وتلقيه بالتسليم والقبول، ويؤكد كمال التسليم والقبول والتلقي (بترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل) ، قلنا: لعل مراد المصنف رحمه الله تعالى بالرد هو التعطيل سواءٌ كان تعطيل كليًّا أو جزئيًّا، والتأويل المراد به التحريف وهو تغيِير الكلم عن مواضعه وهو أولى من القول بالتأويل، والتشبيه المراد به التمثيل، والتعبير بالتمثيل أولى من التشبيه كما مر معنا، والتمثيل وهو أشبه ما يكون بعطف مرادف على التشبيه إن كان المصنف رحمه الله تعالى يرى الترادف.
وقفنا عند قول المصنف رحمه الله تعالى: (وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظًا، وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله، ونجعل عُهدته على ناقله إتباعًا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7] ) الآية .. إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى، قوله: (وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظًا، وترك التعرض لمعناه) . هذه من الأمور التي انتقدت على المصنف رحمه الله تعالى وكثر الخوض فيها ما مراد ابن قدامة رحمه الله تعالى؟ وما توجيه كلامه؟ قوله: (وما أشكل من ذلك) . ما هنا اسم موصل بمعنى الذي، كأنه قال: والذي أشكل الأمر وشكل، يعني: التبس، يقال: أشكل وشكل، يعني بالهمز ودونه، إذا التبس الأمر، (وما أشكل من ذلك) ، (من ذلك) ذا اسم إشارة لمفرد وأكثر الشراح أرجعوه إلى الصفات، يعني: وما أشكل من ذلك والتبس من الصفات الواردة في القرآن والسنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما جوابه أو ما الخبر؟