* قوله: موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم.
* تقدير ذات مجردة من الصفات لا يوجد إلا في الذهن.
* هل جاء في الكتاب والسنة لفظ الذات؟
* قوله: وعلى لسان نبيه الكريم.
* قوله: وكل ما جاء في القرآن، أو صح عن المصطفى عليه السلام.
* تعريف الصحة.
والحمد الله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
أما بعد.
لا زال الحديث في مقدمة المصنف رحمه الله تعالى في كتابه (( لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد ) )، وضَمَّنَ كما سبق المصنف رحمه الله تعالى بعض القواعد والأصول هذه المقدمة، ولذلك سبق ذكر بعض الصفات التي هي من خصائص الرب جل وعلا (المحمود بكل لسان، المعبود في كل زمان، الذي لا يخلو من علمه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن، جل عن الأشباه والأنداد، وتنزه عن الصاحبة والأولاد، ونفذ حكمه في جميع العباد، لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير) ، وهذا فيه نفي العلم بالكيفية، ( {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ... [الشورى: 11] ) وهذا كما ذكرنا فيه رد على طائفتين الممثلة والمعطلة، وهو أصل من أصول معتقد أهل السنة والجماعة.
ثم قال: (له الأسماء الحسنى والصفات الْعُلَى) . وأخذنا شيئًا مما يتعلق بقوله: (له الأسماء الحسنى) . وذكرنا مسائل عددناها بالخمس ووقفنا عند المسألة السادسة وهي المتعلقة بقوله: (والصفات الْعُلَى) .
وقوله: (والصفات الْعُلَى) . يعني: له الصفات، هو معطوف على قوله: (له الأسماء الحسنى) وله الصفات العلا، (والصفات) جمع بألف وتاء ومفرده صفة، والمراد بصفة ما دل على معنًى قائم بالذات فقط، يعني لا تدل على الذات، بخلاف الأسماء كما سبق أن أسماء أعلام الرب جل وعلا تدل على أمرين:
الأول: الذات.
والثاني: صفة.
فما من علم إلا هو يدل على ذاتٍ متصفة بصفة، والسر في ذلك أن أسماء الرب جل علا كلها مشتقات، والمشتقات عند النحاة إنما تدل على ذات، وشيء قدر زائد على الذات، كضارب ومضروب، ضارب هذا اسم فاعل يدل على ذات متصفة بصفة الضرب، ومثله عليم، وعزيز، وحكيم، وغفور كل هذه مشتقات حينئذٍ تدل على الذات، فدلالته على الذات من جهة المعنى اللغوي والمعنى الشرعي، فهي حقيقة شرعية كما أنها حقيقة لغوية، وشيء زائد على الذات وهو ما اتصفت به تلك الذات فالغفور مثلاً هي ذات متصفة بصفة المغفرة، عليم ذات متصفة بصفة العلم، فالصفة تباين وتخالف العَلم من حيث كونها دالة على معنى فقط، فلا تدل على الذات، وسيأتي طرائق معرفة الصفات، فالصفة ما دل على معنًى قائم بالذات فقط فهي تدل على أمر واحد وهو المعنى دون الذات، فلا تدل على الذات هذا من المفارق أو الفوارق بين الأعلام أعلام الرب جل وعلا والصفات، فما من صفة في الكتاب والسنة إلا وهي دالة على المعنى فقط، وما من عَلَم إلا وهو دالٍ على شيئين.
قوله: (والصفات) . أل في الصفات للاستغراق، لأن أل الداخلة على الجمع تعتبر من صيغ العموم.
الجمع والفرد المعرفان ... باللام كالكافر والإنساندد