فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 401

* قوله: المحمود بكل لسان.

* قوله: المعبود في كل زمان.

* قوله: الذي لا يخلو من علمه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن.

* قوله: جل عن الأشباه والأنداد، وتنزه عن الصاحبة والأولاد.

* قوله: ونفذ حكمه في جميع العباد.

* قوله: لا تمثله العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير.

* قوله: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

* قوله: له الأسماء الحسنى، والصفات العلى (الرحمن على العرش استوى) .

الحمد الله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

أما بعد.

قال المصنفُ رحمه الله تعالى: (الحمد لله المحمود بكل لسان) . عرفنا أن الحمد هو ذِكرُ محاسن المحمود مع حُبهِ وتعظيمهِ وإجلالهِ، وأن الذِّكرَ ذكرَ محاسن المحمود لا يكونُ حمدًا إلا إذا اجتمع معهُ المحبة، فإن خلا عن المحبة صار مدحًا، ولذلِك قد تمدحُ شخصًا وأنت تكرهه، وأل في قوله: (الحمدُ) . هذه للاستغراق، أي: أن أفراد وأنواع المحامد كلها لله تعالى مستحقًا لها، ففي الحمدِ إثبات كمالات، لذلك يقابله التسبيح، التسبيح تنزيه عن النقائص والعيوب، وكثيرًا ما يُجمعُ بينهما في القرآن، الحمدُ والتسبيح، الحمدُ يكونُ للإثبات والتسبيح يكونُ للنفي، إثبات الكمالات في الحمد، ونفي النقائص والعيوب في التسبيح. (المحمود) هذا نعت للفظ الجلالة وهو اسمُ مفعول من حُمد فهو محمود، إذًا هو ذاتٌ تُحمدُ، ووقع عليها الحمد، لأن هذا شأن اسم المفعول، والإيقاع هُنا بِمعنى التعلق، ولذلِك نقول: ... {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} [البقرة: 21] . {رَبَّكُمُ} مفعولٌ بِهِِ. كيف؟ هل هو من حيثُ كونهُ مفعولاً بهِ مثل ضَرَبْتُ زَيْدًا، زَيْدًا وقع عليه الضرب؟ لا، المراد كما ذكر ذلك ابن هشام نقلاً عن ابن الحاجب في شرح القطر، أن المراد هنا الارتباط، الارتباط بين الحدث ومُحدِِث وجهةٌ تعلقت بها الحدث، قد يقع عليه وقد يكون مرتبطًا به لا من حيث كونه واقعًا عليه، ولذلك الفاعل كذلك، الفاعل من أحدث، قَامَ زَيْد، يعني: أحدث القيام، لكن مَاتَ زَيْد، هل أحدث الموت؟ قد يُحدثه وقد لا يحدثه، إذا لم يُحدثهُ حينئذٍ قام به وهو لم يُحدثهُ، كذلك الوصف هُنا متعلق بالرب جل وعلا، أي: ذاتٌ وقع عليها الحمد، يعني: الذي يُحمد، (المحمودُ بكل لِسان) ، (بكل لِسان) هذا جارٌ ومجرور متعلق بقوله: (المحمود) . لأنه اسم مفعول، فالكلية هُنا على عمومها، أين الكلية؟

هو الجامع أين الكلية هنا؟

الله المستعان، (المحمودُ بكل لِسان) الكلية، يعني: أفاد ماذا؟ أفاد معنًى كليًّا، ما الذي أفاده؟ لفظ كلّ، أليست كلّ من صيغ العموم؟ بلى، هي من صيغ العموم.

صيغهُ كُلٌّ أو الجميع ... وقد تلا الذي التي الفروعدد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام