فهرس الكتاب
الصفحة 288 من 401

* فصلٌ:"والإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان"المسألة.

* أدلة أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.

* إذا اجتمع الإسلام والإيمان افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

قال المصنف رحمه الله تعالى: (والإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان) . شرع المصنف رحمه الله تعالى بعد بيان ما يتعلق بشيءٍ من صفات الرب جل وعلا، وكان خاتمتها هو الحديث في القضاء والقدر وهو من صفات الرب الفعلية كما سبق بيانه، حينئذٍ من معتقد أهل السنة والجماعة أن لهم مفهومًا خاصًا بالإيمان، والمراد به الإيمان الشرعي لا الإيمان اللغوي والإيمان الذي عليه فهم السلف لا الإيمان البدعي الذي عليه أهل الخلف، ولما كان ثَمَّ خلاف بين المتأخرين، ولا أقول بين السلف بين المتأخرين في مفهوم الإيمان عقد أئمة الدين في كتب المعتقد بحثًا يتعلق ببيان حقيقة الإيمان الشرعية، وهذه الألفاظ الشرعية الإسلام والإيمان والإحسان هذه لها حقائق شرعية بمعنى أن الشارع الرب جل وعلا والنبي - صلى الله عليه وسلم - أطلقوا هذه الألفاظ، وثم رتبوا عليها من الأحكام الدنيا والآخرة، ويرد السؤال: هل بينوا لنا المراد بكلمة الإسلام، والمراد بكلمة الإحسان، والمراد بكلمة الإيمان أم لا؟ هل تركوا للعباد أن يفهموا هذه الألفاظ على حسب ما تبديه لغتهم أو أعرافهم أو تقاليدهم أو اجتهاداتهم؟ الجواب: لا، بل عرَّف الشارع الإيمان بحقيقةٍ شرعية، حينئذٍ مفهوم الإسلام ومفهوم الإيمان ومفهوم الإحسان هذه المسألة بإجماع السلف ليست من المسائل التي يطرقها الاجتهاد، يعني: ليست من مسائل الاجتهاد، ولذلك المخالف فيها يبدع فيقال: إنه مبتدع. لأنه لم يأتي بالمفهوم الذي عناه السلف من هذه الكلمة، ولذلك عقد أئمة الدين في هذه الكتب كتب المعتقد ما يتعلق ببيان حقيقة الإيمان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام