فهرس الكتاب
الصفحة 352 من 401

* تابع للفصل السابق.

* قوله:"وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق".

* من هو الصحابي؟

* التفضيل بين الصحابة.

* العشرة المبشرون بالجنة.

* قوله:"ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة، ولا نار".

* قوله:"ولا نكفِّر أحدًا من القبلة بذنب"، وهنا قيد لابد من زيادته.

* قوله:"ومن السنة تولي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحبتهم".

* قوله:"ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

انتهينا من الكلام حول ما يتعلق بالفصل الذي عقده المصنف من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - وحقوقه، ثم شرع في فضائل الصحابة، وإن كان المصنف لم يفصل لكن هذا الذي جرى عليه أهل العلم، شرع في فصائل الصحابة وما يتعلق بهم من حيث مكانتهم في الشريعة، وكذلك من حيث ما يتعلق بمن ذمهم أو سبهم وما جاءت فيه النصوص ونحو ذلك.

الصحابة جمع صحابي، وهو من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمن به ومات على ذلك، اجتمع بمعنى أنه التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يشترط فيه الرؤية أن يرى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك ثَمَّ من هو كفيفٌ أو أعمى وهو من جملة الصحابة كعبد الله بن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه فهو كفيف ولكنه لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أنه اجتمع به فهو صحابي، ولذلك من قيد الصحابي بأنه من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرج هذا النوع إلا إذا كان مراده في الجملة في الغالب والأكثر فلا بأس به، وأما التعبير الصحيح إنما يقال: من لَقِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أو اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به أي لا بغيره، فقد التقى به بعض النصارى وبعض اليهود قد يكون مؤمنًا بعيسى عليه السلام أو مؤمنًا بموسى عليه السلام ولم يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، حينئذٍ مطلق الاجتماع ليس بمراد، ومات على ذلك يعني: على الإيمان، وأما إذا ارتد ثم مات فهذا انتفى عنه وصف الإسلام فضلاً عن الصحبة، إذا كان كذلك فلا يسمى صحابيًا، فإن ارتد ثم رجع ومات على الإيمان هذا محل خلافٍ بين أهل العلم، وهذا له نظائر في عهد الصحابة وإن كانوا قلة، منهم من ارتد ثم بعد ذلك رجع ومات على الإسلام، ولذلك قال الحافظ في (( النخبة ) ): (( ولو تخللت ردته في الأصح ) )يعني القول الأصح أنه لو تخللت بين الإسلام ردةٌ حينئذٍ يعتبر صحابيًا، لكن هذا النوع فيه نزاع، والصحيح أنه يعتبر صحابيًا.

أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل أصحاب الأنبياء مطلقًا لقوله - صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من قرني» الحديث رواه البخاري وغيره، «خير الناس» الناس هذا لفظٌ عام فيشمل ما كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وما كان قبله، فأفضل الناس على جهة العموم بعد الأنبياء هم صحابة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأفضل الصحابة المهاجرون لجمعهم بين الهجرة والنصرة، ثم بعدهم في المرتبة الأنصار، وأفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة الراشدون، هذا ما عليه أهل العلم من حيث الترتيب.

الصحابة أفضل الناس على جهة العموم.

ثم أفضلهم المهاجرون.

ثم الأنصار.

ثم المهاجرون ليسوا على مرتبة واحدة إنما هم متفاوتون والخلفاء الراشدون أفضل هؤلاء المهاجرين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام