فهرس الكتاب
الصفحة 353 من 401

قال المصنف رحمه الله تعالى: (وأفضل أمته) يعني: أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم فضلاً وتقدمةً على غيرهم من الصحابة (أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان) ، (الفاروق) اسم فاعل من الفرقان، وهو من فَرَقَ لأن الله تعالى فَرَقَ به بين الحق والباطل عند إسلامه (ثم عثمان ذو النورين) والصفة بـ (ذو النورين) ، (ذو) بمعنى صاحب وسُمِّيَ بـ (النورين) لأنه تزوج بنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدةً بعد الأخرى، ليس في عقدٍ واحد، واحدةً بعد الأخرى أولاً رقية وماتت، ثم تزوج أم كلثومٍ رضي الله تعالى عنهما، (ثم عليٍّ المرتضى) ، (المرتضى) يعني: الذي ارتضاه النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أحواله بدلاً عنه، أو مرتضى عند الله تعالى وهذا وصفٌ عام لجميع الصحابة فلا يختص به عليٌ دون غيره من الصحابة. (رضي الله عنهم أجمعين، لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:(( كنا نقول والنبي - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ) بمعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه هذا القول وأقره، لذلك قال: ... (والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي) بمعنى أنه بلغه هذا القول فلم ينكره فدل على أنه حقٌّ والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقر باطلاً البتة. (((كنا نقول والنبي - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) )) ثم تدل على الترتيب مع التراخي، إذًا مرتبة عمر دون مرتبة أبي بكرٍ رضي الله تعالى عنهما أجمعين، (ثم عثمان) فمرتبة عثمان دون مرتبة عمر، دون مرتبة أبي بكرٍ من بابٍ أولى وأحرى، ففي الرواية التي ذكرها المصنف (ثم عليٍّ) وهذه ليس اسم الرواية الصحيحة فبلغ أو قال: (فيبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره) يعني: والنبي حي لو قال هذه لكفاه أن يقول: فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره لأن جملة (والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي) تدل على ذلك، لأنه إقرار، كل قولٍ قيل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - سواءٌ بلغه أو لم يبلغه، وكل فعلٍ فعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - سواءٌ بلغه أو لم يبلغه فهو محل إقرار، إما من النبي - صلى الله عليه وسلم - إن بلغه، أو من الله عز وجل إن لم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو التحقيق في المسألة.

إذًا هذا الحديث أورده المصنف لبيان أن هؤلاء الأربعة ليسوا على مرتبةٍ واحدة، إنما الأفضل فيهم أبي بكرٍ، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي. وهذا الأثر الذي أورده المصنف ورد دون قوله: (ثم عليّ) . أخرجه الطبراني في الكبير وإسناده حسن، وأخرجه كذلك بلفظٍ مقارب، وأورده الهيثمي في المجمع وعزاه إلى الطبراني في الأوسط وإلى أبي يعلى وقال بنحو الطبراني في الكبير ورجاله وُثِّقُوا وفيهم خلاف، على كلٍ هو ثابت من حيث المعنى، من حيث المعنى ثابت لكن هذه اللفظة في هذا الترتيب فيها شيءٌ من الزيادة، ولذلك قال: (وصحت الرواية عن علي - رضي الله عنه - أنه قال:(خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) وسكت (ولو شئت سميت الثالث) . أخرجه الإمام أحمد وإسناده حسن، وأسانيد هذا الأثر من الصحيح ومنها الحسن فهو ثابت. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام