خامسًا: (ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته) ، لما سبق يعني في «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» . وهذا عامٌ حينئذٍ أمته هي أسبق أمةٍ في دخول الجنة لا يدخل أحدٌ من الأمم قبل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
سادسًا: صاحب اللواء الحمد، كما قال: (صاحب لواء الحمد) . يحمله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، واللواء كما هو معلوم على حقيقته، ويكون الحامدون تحته لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر» . رواه الترمذي، قد روى الأولى والأخيرة مسلم.
سابعًا: صاحب المقام المحمود، (والمقام المحمود) ، هذا معطوف على اللواء فهو صاحب المقام المحمود، أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق لقوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} [الإسراء: 79] . وهذا المقام هو ما يحصل يوم القيامة من الشفاعة العظمى وغيرها.
[ثامنًا:] [1] (والحوض المورود) ، أي: وصاحب الحوض المورود، والمراد الحوض الكبير الكثير وارده، أما مجرد الحياض فقد ورد في حديث فيه نزاع بين أهل الحديث «أن لكل نبيٍ حوضًا» .
التاسعة والعاشرة والحادية عشر: إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعته، ثلاثة صفات لحديث أبي بن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، ولا فخر» . رواه الترمذي.
الثاني عشر: (أمته خير الأمم) ، لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] . فأما قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 47] . أي: عالم زمانهم ليس على الإطلاق، وإنما أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأمم على الإطلاق، {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} المراد عالم زمانهم، (أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام وأفضل أمته أبو بكر الصديق) نقف على هذا، والله أعلم.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) لم يذكرها الشيخ والسياق يقتضيه. دد