الأول: أن النفس بمعنى الذات الإلهية في صفاتها، المراد بلفظ النفس الذات الإلهية بصفاتها، يعني: الله عز وجل بصفاته يطلق عليه النفس، حينئذٍ ليس لفظ النفس هو الذات مرادف الذات دون الصفات، وليس هو صفة زائدة على الله الذات، بل هو الذات بصفاتها، الذات بصفاتها هي النفس، فليس النفس هنا اللفظ مرادًا به الذات فقط دون الصفات، ولا هي صفةٌ زائدةٌ على الذات، بل مركب، حينئذٍ صار المعنى هنا مركب، ذاتٌ متصفة بصفاتها يطلق عليها كلها الأمرين النفس، وهذا قول أبي العباس بن تيمية رحمه الله تعالى، قول من؟ ابن تيمية رحمه الله تعالى، قال في ... (( الفتاوى ) )المجلد الرابع عشر صفحة ست وتسعين ومائة قال: ونفسه هي ذاته المقدسة. وقال في الجزء التاسع صفحة اثنتين وتسعين ومائتين: ويراد بنفس الشيء ذاته وعينه. كما يقال: رأيت زيدًا نفسه وعينه، رأيت زيدًا نفسه، يعني: الذات، فزيد ليس هو الذات دون صفاته، ولا الصفات دون الذات، بل زيد مركب من ذات وصفاتٍ، فإذا قلت: رأيت زيدًا نفسه. يعني: ذاته، وليس المراد هنا ذاته دون الصفات، كما يقال: رأيت زيدًا نفسه وعينه، وقد قال تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} . هذا كلام ابن تيمية لا زال في الجزء التاسعة، وقال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} . وقال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} ... [آل عمران: 28] . وهو الحديث الصحيح أنه قال لأم المؤمنين: «لقد قلت بعدك أربع كلمات» . وأورد الحديث بتمام الذي ذكرناه، ثم قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء الله نفسه، التي هي ذاته المتصفة بصفاته ليس المراد بها ذاتًا منفكةً عن الصفات، ولا المراد بها صفةً للذات. وطائفةٌ من الناس، يقول رحمه الله: وطائفةٌ من الناس يجعلونها من باب الصفات، كما يظن طائفةً أنها الذات المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ. إذًا ثلاثة أقول على جهة التفصيل، قيل: النفس هي الذات فقط. وقيل: هي الصفة الزائدة على الذات. وقيل: مركبة. مدلول النفس ذاتٌ بصفاتها، وهذا الثالث هو الذي اختاره ابن تيمية رحمه الله تعالى.