فهرس الكتاب
الصفحة 165 من 401

القول الثاني: أن النفس صفةٌ من صفات الله تعالى كغيرها من الصفات كـ: العلم، والحياة، والإرادة، نفس، كما نقول: من صفاته العلم، كذلك من صفاته النفس، فهي قدرٌ زائد على الذات، واختار هذا القول ابن خزيمة رحمه الله تعالى، لأنها جاءت مضافةً إلى الله تعالى من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، وكلام ابن تيمية الأول أقرب إلى الصواب والله أعلم، ولذلك نقول: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} . على الصفة التي هي النفس أو على الذات بصفاتها؟ على الذات بصفاتها، هذا واضح، هل كتب على صفته؟ نقول: لا، إنما كتب على ذاته المتصفة بالصفات، ... {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} ، يعني: ذاته المتصفة بالصفات، {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} ، يعني: الصفة خاص بالصفة؟ لا، ليس هذا المراد، بل المراد بها الذات المتصفة بصفات الكمال، {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ، يعني: ذاتك المتصفة بصفات الكمال، إذًا القول الثاني أقرب في إثبات أن النفس المراد بها الصفة الإلهية حكاه عن أكثر أهل العلم، لكن من اختار القول الثاني؟ لا، ليس الخلاف بينه خلافٌ عقدي، وإنما الخلاف إذا نفى الصفة، إذا قال: لا نسبة الصفة لله النفس. حينئذٍ يكون الخلاف عقديًّا، وأما إذا قال: يوصف الرب جل وعلا بصفة النفس. اختلفنا معه في المعنى والمعنى قد قال به من سبق من السلف لا إشكال أمره سهل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام