فهرس الكتاب
الصفحة 162 من 401

هكذا قال صاحب (( المراقي ) )، لكنه خُطِّئ، وإما أن يراد بالجمع هنا التعظيم لا لحقيقة العدد الذي هو ثلاثة فأكثر حينئذٍ لا ينافي التثنية، والأصح أن نقول: العرب أن من لغتها أن المثنى إذا أضيف إلى ضمير جمع أو تثنية فإنه يجمع طلبًا للخفة {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ، والأصل أنها لحفصة وعائشة لهما قلبان فقط قال: {قُلُوبُكُمَا} . جمع قلوب لأنه أضيف إلى المثنى، وأما قوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47] . {بِأَيْدٍ} أي: بقوة هنا واضح أنه لم يضف الله عز وجل إلى نفسه {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أضافها لنفسه، {بَلْ يَدَاهُ} أضافها إلى نفسه، وأما {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أيد هنا ليس جمع يد إنما هو مصدر، مصدر آدَى يَئِيدُ بمعنى القوة، فالآية حينئذٍ لا تكون من آيات الصفات، فالأيدي هنا بمعنى القوة فهي مصدر آدَى يَئِيدُ، بمعنى قوي، وليس المراد صفة الله تعالى لذلك لم يضفها الله تعالى إلى نفسه.

نقف على هذا، ونكمل بعد الصلاة إن شاء تعالى.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وَأَخْبَرُوا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَر ... نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أوِ اسْتَقَرّ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام