فهرس الكتاب
الصفحة 161 من 401

-وإما أن يحمل على أنه للتعظيم كقول: إنَّا، ونحن .. إلى آخره، نقول: هذا [قد يراد به] قد يراد بالجمع التعظيم، هذا هو المشهور عند كثير من أهل العلم، والأولى أن يقال بأن من قاعدة العرب أن المثنى إذا أضيف إلى مثنى حينئذٍ يجمع كالقول في لفظ النفس والعين من باب التوكيد يذكر النحاة هناك إذا أردت بالنفس والعين المثنى حينئذٍ الأفصح في لسان العرب هو جمعها، يعني: جمع اللفظ مع إضافته إلى لفظ أو ضمير مثنى، فتقول: جَاءَ الزَّيْدَان أَنْفُسُهُمَا أَعْيُنُهُمَا، جمعتَ لفظ النفس والعين، لماذا؟ لأنك أضفتهما إلى ضمير التثنية، حينئذٍ كان الأفصح أن يجمع، وسمع نَفْسَاهُمَا لكنه ليس بفصيح، يعني: جَاءَ الزَّيْدَان نَفْسَاهُمَا. تثنية نقول: هذا مسموع لكنه ليس بفصيح، والأفصح هو ما نص عليه أكثر النحاة منهم ابن مالك في الألفية وغيرها بأنه يجمع ويضاف، فتقول: جَاءَ الزَّيْدُون أَنْفُسُهُمْ. هنا تطابق توافق الجمع مع الإضافة، كذلك إذا أردت به توكيد المثنى تقول: جَاءَ الزَّيْدَان أَنْفُسُهُمَا أَعْيُنُهُمَا. حينئذٍ صارت القاعدة أن ما أريد به تثنية الأفصح أن يجمع، إذًا قوله: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} . يُحمل أحد وجهين: إما أن نقول بما ذهب إليه بعض العلماء من أن أقل الجمع اثنان فطابق الجمع التثنية فلا إشكال، لكن هذا مذهب مرجوح، الصحيح أن أقل الجمع ثلاثة وليس باثنين، والجمهور على أن أقل الجمع ثلاثة، ولذلك باتفاق أن العرب إذا أرادت واحد قالت: زَيْد، جَاءَ زَيْدٌ، وإذا أرادت الاثنين قالت: جَاءَ الزَّيْدَان. وإذا أرادوا أكثر من اثنين قالوا: جَاءَ الزَّيْدُون. ولم ينقل عنهم أنهم إذا أرادوا الاثنين قالوا: جَاءَ الزَّيْدُون. فأرادوا بالجمع الاثنين هذا باطل، ولذلك التقسيم هذا المنقول عن العرب وهو محل إجماع اتفاق يدل على أن المثنى والجمع ليس بواحد، وإذا قيل: بأن أقل الجمع اثنان حينئذٍ صار المثنى والجمع بمعنى واحد وليس بمراد.

إذًا الوجه الأول فيه ضعف بأن يقال بأن أقل الجمع اثنان هذا محل نظر، وهو منسوب للإمام مالك وعليه أكثر المالكية المتأخرين.

أقل معنى الجمع في المشتهر ... الاثنان في رأي الإمام الحميري

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام