ثانيًا: أن يسب جميع الصحابة أو جمهورهم سبًّا يقدح في دينهم وعدالتهم دون اعتقاد الإباحة يعني: الفرق بين هذا النوع الثاني والأول، أن الأول اعتقد أنه مباح حلال كشرب الماء وأنه ليس محرمًا نقول: هذا كمن أحل أو استحل الربا والزنا ونحو ذلك فهو كافر. النوع الثاني سب ولم يعتقد الحلية أن يسب جميع الصحابة أو جمهورهم أكثرهم سبًّا يقدح في دينهم وعدالتهم، كأن يرميهم بالكفر الكفار مثلاً كل الصحابة أو أكثرهم أو الفسق أو الضلالة فحينئذٍ كافرٌ بإجماع أهل السنة والجماعة. يقول القاضي ابن عياض: (وكذلك نقطع بتكفير كل قائلٍ قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة وتكفير جميع الصحابة وهذا الكفر مقطوعٌ به) . قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرًا قليلاً كالرافضة يعتقدون أن الصحابة ارتدوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا نفر ستة أو سبعة إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب في كفرهم، لا شك في كفرهم من سب كل الصحابة اعتقد أنهم كفروا ارتدوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بضعة عشر نفسًا فهذا لا ريب في كفره، لماذا؟ لأنه مكذبٌ لما نصه القرآن في غير موضع من الرضا والثناء عليهم، القرآن ما ذكر الصحابة إلا وأثنى الله تعالى عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، يعني: لا شك في كفر من يكفرهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة ما الذي ينبني عليه؟ ينبني عليه أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق هذا باطل، حينئذٍ الشريعة لن تنقل إلينا سنرد الشريعة لأن طريق الموصل إلى الخبر الحق لا بد أن يكون منقول عن العدول، فإذا نقل عن طريق فسق أو كفار حينئذٍ سقطة الشريعة كلها من أصلها، وهذا يلزم منه نفي الشريعة، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] وخيرها هو القرن الأول كما جاء في الحديث السابق «خير الناس قرني» كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} إذًا أفضلها وخيرها صدرها فإذا كانوا كفار فغيره من باب أولى، إذًا الأمة هذه من شر الأمم وهذا باطل، وأن سابق هذه الأمة هم شرارها، والكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام. يعني: معلوم من الدين بالضرورة هذا من موجبات لتكفير الرافضة الآن، لأنهم يعتقدون هذا المذهب، وتعلم أن من يدعو إلى التقريب إن لم يكفر فهو ضال مضل، الذي يدعو إلى التقارب مع الرافضة الآن نقول: هذا إن لم يكفر - هذا ظاهر كلام ابن تيمية لأنهم عندهم نواقض حديثة منها ما هو مجمع عليه إن لم يكفؤ فهو فاسق وضال. دد