(ومن السنة) . السنة المراد بها هنا ما تقابل البدعة، ليس من السنة أنه مندوب لا يعني: إذا لم تأت بما ذُكر فأنت مبتدع، تقابل السنة هنا بالبدعة، (ومن السنة) أي المقابلة للبدعة (تولي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يعني: (محبتهم) كما فسره المصنف هنا بقوله: (محبتهم) والواو هنا عطف تفسير، محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان بما أسدوه من المعروف والإحسان، ثانيًا: (والترحم عليهم والاستغفار لهم) تحقيقًا لقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً} [الحشر: 10] أي: حقدًا {لِّلَّذِينَ آمَنُوا} هذا مدح لمن جاء بعد السابقين الأولين من هذه الأمة مقتديًا بهم وداعيًا لهم مع نفسه بالمغفرة ونزع الغل وهو الحقد في القلب ففي الآية الاعتراف بفضل الصحابة بأنه إخواننا أي: في الدين وبسبقهم الذي فاقوا به من بعده وبالشهادة لهم بالإيمان، أيضًا من حقوقهم (الكف عن ذكر مساوئهم) التي صدرت عن أحدٍ منهم فهي إن صدرت فهي قليلة، يعتبر قليلة بالنسبة لما لهم من المحاسن والفضائل، وربما تكون صادرة عن اجتهاد مغفور وعملٍ معذور، وقوله - صلى الله عليه وسلم: ( «لا تسبوا أصحابي» ) لا هذه ناهية، حينئذٍ يقتضي ماذا؟ يقتضي ماذا؟ التحريم، وإذا كان كذلك حينئذٍ صار الإصرار عليه مع بقية الأحاديث صار كبيرةً من الكبائر ( «لا تسبوا أصحابي» ) هنا نهيٌ، والنهي يقتضي التحريم ( «فإن أحدكم» ) يعني: من الصحابة الخطاب هنا ( «لا تسبوا أصحابي» ) متقدمين ويشمل الحكم للمتأخر ( «فإن أحدكم» ) أيه المتأخرون ( «لو أنفق» ) ويشمل من بعدهم بعد الصحابة ( «لو أنفق» ) يعني: صدقةً ( «مثل أحد» ) جبل أحد ( «ذهبًا» ) ( «ما بلغ مد أحدهم» ) المد مكيال معروف ( «ولا نصيفه» ) نصيف هذه لغة في النصف، يعني: ولا نصفه ( «ولا نصيفه» ) لغة فيه، أي نصيف المد أو نصف أحد الصحابة فيحتمل الضمير هنا يعود إلى المد، إذًا دل هذا النص على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى جناب الصحابة من أن يتعرض لهم متعرض، إذًا دل هذا الحديث على تحريم سب الصحابة، وسب الصحابة المراد بع السب هو الشتم وكل كلام قبيح يوجب الإهانة والتنقيص والاستخفاف، حينئذٍ كل من استخف بالصحابة فهو ساب له كل من أتى بكلام قبيح فيه إهانة للصحابة فهو ساب لهم، كذلك اللعن من بابٍ أولى وأحرى كذلك القذف أو التكفير أو التضليل أو التفسيق كل ذلك يُعتبر من السب. دد