ثم قال رحمه الله تعالى: (ومن السنة تولي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحبتهم، وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم) . يعني ما وقع بينهم من اقتتال كما في الجمل وصفين، ... (واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر: 10] وقال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} . (وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد - جبل أحد - ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» . للصحابة فضل رضي الله تعالى عنهم، فضل عظيم على هذه الأمة، حيث قاموا بنصرة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وحفظ دين الله بحفظ كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - علمًا وعملاً وتعليمًا ودعوة، حتى بلغوه الأمة نقيًّا طريًّا، وهذا محل وفاق بين أهل العلم، قد أثنى الله عليهم في كتابه في غير موضع أعظم الثناء، كما في سورة الفتح الآية التي أوردها المصنف {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} هذا مدح للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، على الكفار يعني في شدة وقوة {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} إذًا مؤمنين يعني رقة وشفقة {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} [الفتح: 29] إلى آخر السورة، وحمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كرامتهم حيث يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أورده المصنف( «لا تسبوا أصحابي» ) الحديث. فحقوقهم على الأمة من أعظم الحقوق، وذكر المصنف منها محبتهم بالقلب يعني: قال تفسير للتولي. دد