فهرس الكتاب
الصفحة 359 من 401

إذًا (ثم عثمان) وليس فيه نصٌ، وإنما هو تفويضٌ أو تقديمٌ له مع جملة غيره من عمر رضي الله تعالى عنه، ولذلك قال المصنف (لتقديم أهل الشورى له) وأجمع الصحابة على ذلك، كل من كان في ذلك الزمان أجمع على تقديم عثمان على غيره.

(ثم عليّ) يعني: ثم في المرتبة بعد عثمان عليٌّ رضي الله تعالى عنه (لفضله وإجماع أهل عصره عليه) أي: ونثبت الخلافة بعد عثمان لعليٍّ رضي الله عنهما، لما قتل عثمان وبايع الناس عليًّا صار إمامًا حقًّا واجب الطاعة، والخليفة في زمانه خلافة نبوة، والخلافة ثبتت لعليٍّ بعد عثمان، بمبايعة الصحابة، وإن وقع نزاع في أول الأمر من معاوية ومن معه من أهل الشام، لكن استقر الأمر على مبايعة علي رضي الله تعالى عنه وهو محل إجماعٍ.

إذًا على هذا الترتيب والصحابة أبو بكرٍ ثم عمر ثم عثمان ثم علي في الخلافة، وترتيبهم في الخلافة كترتيبهم في الفضل، وهذا محل وفاقٍ، أما الفضل فهذا استقر عليه الأمر متأخرًا، وأما الخلافة فهي محل إجماع. قال هنا: (هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم: «عليكم بسنتي» ) ، ( «عليكم» ) هذا أمر، اسم فعل أمر، أليس كذلك؟ حينئذٍ يدل على الوجوب {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [المائدة: 105] عليكم كذا حينئذٍ من صيغ الوجوب اسم فعل الأمر، ( «عليكم بسنتي» ) سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ( «وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» ) وهم الذين ذكرهم المصنف فيما سبق، وهم أربعة وبعضهم يزيد عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس لكن هذا غلط، ومعاوية رضي الله تعالى عنه أولى بهذا الوصف منه، لأن عمر بن عبد العزيز ليس صحابيًا، ومعاوية وهو ملكٌ وأول ملوك الأرض وخير ملوكها، حينئذٍ إذا لم يستحق هذا الوصف فغيره ممن بعدهم من بابٍ أولى وأحرى، فلا يقال: بأن الخلفاء الراشدين خمسة وخامسهم هو عمر بن عبد العزيز الصواب أن الخلفاء أربعة وعمر بن عبد العزيز والٍ وهو عادلٌ لما له من الصفات المذكورة في ترجمته وما صنع ونحو ذلك، ولكن هذا لا يقتضي محبته ومقامه من عدلٍ ونحو ذلك أن يوصف بما لم يرد به الشرع، ثم تقديمه على معاوية وهذا محل نظرٍ لأن معاوية صحابي، فالصحابة أفضل لمن بعدهم بكثير. (وقال - صلى الله عليه وسلم: «الخلافة من بعدي ثلاثون سنة» ) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني (فكان آخرها) آخر هذه الخلافة ( «ثلاثون سنة» ) إذًا لم يكن بعده خلافة: خلافة نبوية، خلافة نبوة التي هي حاكمةٌ بالشرع في الأصل ( «من بعدي ثلاثون سنة» ) (فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه) هنا لم يجعل خلافة الحسن، كأنه جعل خلافة الحسن تابعةً لأبيه أدخلها فهي داخلةٌ، أو لم يعتبرها حيث إنه رضي الله عنه تنازل عنها. إذًا لم يعتبرها لم تكن ثلاثين، ولذلك نقول: كانت خلافة أبي بكرٍ سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال من أجل أن تصل إلى ثلاثين، لا بد، هذا حق.

كانت خلافة أبي بكرٍ سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال.

وخلافة عمر عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام.

وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا.

وخلافة عليٍ أربع سنوات وتسعة أشعر. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام