فهرس الكتاب
الصفحة 360 من 401

فمجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسعٌ وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام. إذًا بقي خمسة أشهر وستٌ وعشرون يومًا، وهذه خلافة الحسن.

ثم بويع الحسن بن عليٍّ يوم مات أبوه علي رضي الله تعالى عنه وفي ربيعٍ الأول سنت إحدى وأربعين هجريًّا سلم الأمر إلى معاوية، وبذلك ظهر آية النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ( «الخلافة من بعدي ثلاثون سنة» ) وهي ثلاثون، إذا نظرت فيها تأملتها [فإذا بها ثلاثين] [1] فإذا بها ثلاثون، وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحسن: «إن ابني هذا سيدٌ ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» . رواه البخاري هذا من الغيبيات التي وقعت التي شاهدناها كما قال المصنف رحمه الله تعالى: وحكي لنا ما وقع بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وكان الحسن مصلحًا بينهما.

إذًا: ( «الخلافة من بعدي ثلاثون» ) لا بد من إدخال خلافة الحسن، وهي خمسة أشهر وستةٌ وعشرون يومًا من أجل أن تتم الثلاثين لأن هذا خبر فلا بد من أن يكون صادقًا، ولا يكون كذلك إلا بإدخال الحسن خلافة الحسن. فقوله: (فكان آخرها خلافة علي رضي الله تعالى عنه) قد يقال: بأنه أدخل خلافة ابنه معه، فهذا التعبير أما أنه أسقطها فلا يصح هذا لأن الخبر لا يصدق.

ثم قال رحمه الله تعالى: (ونشهد للعشرة بالجنة) هذا من يتعلق بمسألتين.

الأولى: الشهادة بمعينٍ بالجنة أو بالنار، فهذه مسألةٌ.

المسألة الثانية: تعيين ما عينه النبي - صلى الله عليه وسلم -، إما الشهادة بالجنة أو الشهادة بالنار.

الشهادة بالجنة أو النار ليس للعقل فيها مدخل، أليس كذلك؟ يعني: ليست محل استنباط وليست محل اجتهاد، إنما لا بد أن نعلم أن هذا الرجل من أهل الجنة وأن هذا الشخص من أهل النار، فحينئذٍ ليس للعقل فيها مجال بل هو سمعيٌ بحت، ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفةٌ على الشرع، فمن شهد له الله جل وعلا ورسوله بذلك شهدنا له، ومن لم يشهد له الله عز وجل ولا رسوله فلا نشهد له بذلك البتة، وهذا ما يسمى بالتعيين، لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، المحسن الذي أحسن نرجو له الجنة لكن لا نجزم، والذي يُسيء ويقع في المعاصي ويموت عليها ولم يتب كذلك لا نجزم بالنار ولكن نخاف عليه النار لكن لا نجزم والشهادة بالجنة أو بالنار قسمان: عامة. وخاصة.

(1) سبق. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام