فهرس الكتاب
الصفحة 358 من 401

لكن هذان النصان الأمر بالصلاة وكذلك «إن لم تجديني فأتِ أبا بكرٍ» ، وكذلك «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكرٍ» هذه نصوص واضحة بينة ظاهرة لا تحتمل مخالفةً بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما خلَّف أبا بكرٍ بعده في الخلافة، وهذا محل إجماع كما قال المصنف: (وإجماع الصحابة على تقديمه) مطلقًا في الفضل والسبق في الإسلام ومبايعته على ذلك (ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة) . (ثم) هذا تفيد الترتيب (من بعده عمر - صلى الله عليه وسلم -) أي: ونثبت الخلافة بعد أبي بكر لعمرٍ رضي الله عنهما، يعني: أبي بكر عمر، وذلك كما قال المصنف هنا: (لفضله) يعني: أفضل الصحابة بعد أبي بكر، وعلمنا أن الفضل له موجب في التقديم لأنه موجب للتقديم في الإمامة الصغرى يعني: الصلاة بالناس، حينئذٍ الإمامة الكبرى من بابٍ أولى وأحرى، (وعهد أبي بكر إليه) يعني: التفويض بالخلافة لهذين السببين، فضله في نفسه على غيرهم دون أبي بكرٍ، (وعهد أبي بكر إليه) بالخلافة، يعني: فوضه بذلك، وذلك بتفويض أبي بكرٍ الخلافة إليه، واتفاق الأمة بعده عليه، وفضائله رضي الله عنه وأشهر من أن تنكر وأكثر من أن تذكر، ولحديث عليٍّ السابق الذي فيه أبو بكرٍ، ثم عمر أبو بكرٍ، ثم عمر. (((خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكرٍ وعمر» وكثيرًا ما يقول - صلى الله عليه وسلم - «جئت أنا وأبو بكرٍ وعمر» ، «ودخلت أنا وأبو بكرٍ وعمر» ، «وخرجت أنا وأبو بكرٍ وعمر» . رواه مسلم هذا يدل على أن عمر رضي الله تعالى عنه بعد أبي بكرٍ، بل ذهب بعضهم لهذين النصين إلى أن خلافة عمر بالنص كذلك كما أن خلافة أبا بكرٍ كذلك، وهذا واضح بَيِّن. «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكرٍ وعمر» ، «بالذين من بعدي» وأشارت النصوص السابقة أن أبا بكرٍ هو الأول «فأتِ أبا بكرٍ» . إذًا عمر يكون تاليًا له في المرتبة وهذا واضح بين أن خلافة عمر ليست بالتفويض من أبي بكر فحسب، وإنما هي بالنص وزاد ذلك تأكيدًا أبو بكر رضي الله تعالى عنهم.

(ثم عثمان - رضي الله عنه -) كذلك (لفضله لتقديم أهل الشورى له) ، (ثم عثمان - رضي الله عنه -) يعني: ثم أي ونثبت الخلافة بعد عمر لعثمان - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهما، وقد ساق البخاري قصة قتل عمر رضي الله عنه وأمر الشورى والمبايعة لعثمان في صحيحه، وفيه حديثٌ طويل القصة طويلة (فقالوا - يعني الصحابة - لعمر لما قُتِل فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو قال الرهط الذين تُوفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ. فسمَّى عليًّا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحمن - يعني ابن عوف - قال: يشهدكم عبد الله بن عمر - يعني يكون معكم - وليس له من الأمر شيء. لئلا يظن أن أباه الخليفة فحينئذٍ يأخذها تركةً. قال: يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء .. إلى آخر ما ورد في تلك القصة. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام