فهرس الكتاب
الصفحة 355 من 401

إذا ترتيب الخلفاء الراشدين في الفضل كترتيبهم في الخلافة، ولأبي بكرٍ وعمر رضي الله عنها في المزية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بإتباع سنة الخلفاء الراشدين، أليس كذلك كما سيأتي في النص الآتي ( «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» ) ولم يأمرنا في الإقتداء فالأفعال إلا بأبي بكرٍ وعمر رضي الله تعالى عنهما فقال عليه الصلاة والسلام «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكرٍ وعمر» . اقتدوا، الاقتداء إنما يكون في الأفعال، والسنة إنما تكون في الأقوال، فأمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين مطلقًا ثم أكد لِمَزِيَّةِ أبي بكرٍ وعمر بأن يقتدوا كذلك بأفعالهما كما أن الاقتداء أو امتثال سنتهم القولية مأمور بها في النص السابق. إذًا هذا فيه مَزِيَّة لأبي بكرٍ وعمر بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرنا بإتباع سنتهما فحسب، وإنما أمر بالإقتداء بهما في الأفعال «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكرٍ وعمر» ، وفرق بين إتباع سنتهم الإقتداء بهم، فرق بين النوعين، ولذلك ذهب بعض الأصوليين إلى أن إجماع الخلفاء الراشدين معتبر بهذا النص ( «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» ) إذًا أجمع الخلفاء الأربعة على قولٍ صار حجة، وعند بعضهم إذا أجمع أو اتفق أبو بكرٍ وعمر صار حجة للأمر الذي سبق معنا، فحال أبي بكرٍ وعمر فوق حال عثمان وعليٍّ رضي الله عنهم أجمعين وهذا متفق عليه بين أهل السنة والجماعة. وقال: أيوب السختياني من لم يقدم عثمان على عليٍّ فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، من لم يقدم عثمان على عليٍ يعني: في الفضل فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، لأنه كما سبق في قول ابن عمر (كنا نقول: .. أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان) ، فسكت هنا ولم يذكر عليًّا في بعض الروايات، فحينئذٍ (كنا نقول والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي) فأقرهم، إذًا هذا إجماع، فإذا قدم عليًّا على عثمان فقد أزرى يعني: حَقَّرَ من شأن المهاجرين والأنصار.

(وعن ابن عمر) في الصحيحين في الحديث السابق قال: (( كنا نقول ورسول الله حي ) )) وليت المصنف أورد هذا النص لأنه في البخاري (أفضل أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ) ) خَرَّجَهُ البخاري رحمه الله تعالى.

هنا قال: (وهو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لفضله) في نفسه (وسابقته) يعني: في الإسلام، لأنه أول من أسلم من الرجال، وتقديم النبي - صلى الله عليه وسلم - له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة.

إذًا من أحق بالخلافة؟

أبو بكرٍ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام