فهرس الكتاب
الصفحة 325 من 401

ووافقه الخطابي وغيره، ولذلك أورد المحشي لو عندكم كلامًا لابن حبان يحكي ما قاله ابن خزيمة رحمه الله تعالى حيث قال: وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يحرم التوفيق لإصابة الحق، وذلك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار وأمره أن يقول له: أجب ربك. أمر اختبار وابتلاء، لا أمرًا يريد الله جل وعلا إمضاءَه. يعني: لو كان أجلاً قد انتهى لما تأخر طرفة عين، كما أمر خليله صلى الله على نبينا وعليه بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء دون الأمر الذي أراده الله جل وعلا إمضاءَه، فلما عزم على ذبح ابنه وتله للجابين حينئذٍ فداه بالذبح العظيم قد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها، فدخول الملائكة على إبراهيم ولم يعرفهم حتى أوجس منهم خيفة، وكمجيء جبرائيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام حديث عمر المشهور فلم يعرفه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حتى ولى، فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام، وكان موسى غيورًا فرأى في داره رجلاً لم يعرفه فشال يديه فلطمه فأتت لطمته على عينه ففقأ عينه التي في الصورة التي يُتصور بها إلى الصورة التي خلقه الله تعالى عليها ... دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام