فهرس الكتاب
الصفحة 324 من 401

أولاً: أنه لا يوافق العقل، ملك الموت وبشر يلطمه ثم لا يقتص منه حينئذٍ يقولون: إذا كان موسى علم أنه ملك الموت فلطمه استخف به، وهذا باطل، وإذا فقأ عينه ولم يعلم لا بد من القصاص ولم يقتص منه، إذًا قالوا: حديث ضعيف. مع كونه في صحيح البخاري، لكن المعتزلة كلهم من أولهم إلى آخرهم لا يعول عليهم في هذا الباب، ولذلك اختلف في تكفريهم وأكثر أهل السنة على أنهم كفار لأنهم لا يحكمون الشرع وإنما دينهم مأخوذ من العقل فما رآه العقل مقدم وما لم يره العقل ولو جاء في القرآن والسنة ولو أجمع عليه سلف الأمة ولو أجمع عليه الصحابة ولو جاء النص صريحًا في القرآن أو صريحًا في السنة لا يقبل، والمدرسة العقلانية الموجود الآن هي معتزلة، المدرسة العقلانية التي .. الفرقة السابقة التي سينص عليها المصنف المعتزلة والجهمية والمرجئة وغيرهم كلهم موجودون الآن، يظن بعض طلاب العلم وغفلته أنها انتهت، والحديث عن المعتزلة وما يتعلق بهم ضياع وقت، تتكلم عن أناس قد شبعت منهم الدود في قبورهم، لا ليس الأمر كذلك، بل الأفكار باقية والمناهج موجودة كما هي، ولذلك الآن ثَمَّ ما قد يقال بأنه ثورة بعض المعتزلة، ولذلك كثر طباعة كتب المعتزلة سواء كانت العقدية أو غيرها وسواء كانوا في لبنان أو كانوا في مصر أو غيرها حينئذٍ نقول: هذا يدل على أن ثَمَّ حركة قوية جدًا وهو ما يسمى بالمدرسة العقلانية موجودة في مصر والأردن وفي غيرها، على كلٍّ المعتزلة أنكروا هذا الحديث، قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث تقصد به المعتزلة، وقالوا: إن كان موسى عرفه عرف ملك الموت فقد استخف به وهذا لا يجوز، وإن كان لم يعرفه جهل ملك الموت فكيف لم يقتص له من فقأ عينه؟ ما اقتص له الله عز وجل، والجواب أجاب ابن خزيمة رحمه الله تعالى بجواب من أجل رد هذه الشبهة، فقال رحمه الله تعالى: الجواب أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذٍ، وهذا معلوم، هذا واضح لماذا؟ لأنه لو بعث وأرسل من أجل قبض روح موسى عليه السلام لما تأخر طرفة عين، لأن الأجل إذا جاء استوى فيه الأنبياء وغيرهم من الناس لا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون، فلو كان كذلك لما تأخر هذه المدة، وإنما بعثه إليه اختبارًا، يعني: امتحانًا واختبارًا، وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميًّا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت، بمعنى أن ملك الموت لم يأتي في صورته الحقيقية، وإنما تمثل لموسى على صورة آدمي إنسان حينئذٍ رآه في بيته دون أن يستأذن منه فلطمه، هكذا قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى، لأنه رأى آدميًّا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشارع فقأ عين الناظر في دار المسلم بغير إذنٍ، يعني: الشرع شرع محمد - صلى الله عليه وسلم - وشرع موسى متحد في هذه المسألة حينئذٍ لطمه على عينه ففقأها لأنه دخل دون إذن كما هو الشأن في شريعتنا، إذًا أولاً لم يأتي في صورته الحقيقية وإنما جاء في سورة إنسان.

ثانيًا: لطمه لأنه دخل بيته بدون إذنه. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام