ذكره البخاري في تفسير باب {وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ، ولكن لا يعتمد من حيث تأسيس معتقد لأهل السنة والجماعة بناءً على ما ذكره بنو إسرائيل، (وصح به النقل عنه) ، (به) يعني: ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - الضمير يعود إلى ما، (النقل عنه) عن النبي عليه الصلاة والسلام ومفهومه ما صح - كما ذكر فيما سبق - يعني: ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيه الحسن لذاته والحسن لغيره، حينئذٍ نقول: ما صح المراد به ما قبل، فيقابل الصحيح الضعيف، فالموضوع والضعيف لا يقبل في هذا المجال، فلا تأسس عقيدة على مثل هذه الأحاديث الضعيفة التي لا سند لها يثبت، (فيما شاهدناه) ، يعني: بحواسنا، أي: ظهر كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن من أمور الغيب ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر في حياته عليه الصلاة والسلام، أو بعد وفاته ويكون قد أدركه بعض أهل العلم أو يكون بعضه لم يقع بعد إلى هذا الزمن، لكن منها ما قد شاهده بعض أهل العلم كخروج النار مثلاً من اليمن ونحوها، (شاهدناه) بالمشاهدة التي هي مدركة بالحس، يعني: فظهر كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فكم من أمر يتعلق بأشراط الساعة الصغرى أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وقعت كما أخبر عليه الصلاة والسلام فهو مما شوهد، لكن لا ينبني على هذا أنه يقبل إذا شوهد، وإذا لم يشاهد حينئذٍ لا يقبل لا وإنما يكون من باب التأكيد وقوة الإيمان واليقين بصدق الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلا شاهدناه أو لا؟ وجب القبول، متى ما صح السند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان حديثًا ثابتًا وجب القبول سواء شاهدناه أو لا، (أو غاب عنا) الغيب كما سبق كل ما غاب عنا وأخبرنا عنه كان الخبر يقينًا (نعلم) ، أي: هذا الذي شوهد أو غاب عنا ولم ندركه بالمشاهدة، (أنه) ، أي: أنه الضمير يعود إلى المذكور، (حق) ، يعني: ثابت فيجب قبوله، (وصدق) لا كذب فيجب حينئذٍ تصديقه بناءً على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله عز وجل في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] .دد