فهرس الكتاب
الصفحة 314 من 401

لماذا؟ لأنه ترك واجبًا، أو فعل محظورًا وهو إن كان يرجى له الخير إلا أنه من حيث التقييد يجب تقييد ذلك، فرقٌ بين الشيء المطلق ومطلق الشيء فالأول يعني: الكمال، والثاني يعني: أصل الشيء، فعند أهل السنة والجماعة أن الفاسق لا يخرج من الإيمان بمجرد فسقه، لو وقع في محظور لا يخرج ولو أصر عليه، ولو فعل ما فعل من المحظورات بشرط أن لا تكون كفرًا، لأن الذنوب على نوعين، المحظورات المحرمات على نوعين: منها ما فعله مخرجٌ له من الملة كترك الصلاة، هذا محرم ترك الصلاة فعله مخرجٌ له من الملة، ومن القول كذلك سب الله عز وجل مثلاً، أو سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو تنقص منه، أو تعييبه، أو الطعن في زوجاته في عائشة رضي الله تعالى عنها، أو نحو ذلك، أو الطعن في الملائكة، أو في الكتب كل هذه أقوال تعتبر مكفرة، هي ذنوب، لكنها مكفرةٌ لصاحبها، ومن الذنب ما لا يكفر بفعله كفعل الربا مثلاً، أو الزنا، أو نحو ذلك، قطيعة الرحم، العقوق ونحوه هذا لا يعتبر مكفرًا مخرجًا له من الملة، إذًا الفاسق عند أهل السنة لا يخرج من الإيمان بمجرد فسقه ولا يخلد في النار في الآخرة، بل هو تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه فدخل الجنة من أول وهلة، وإن شاء آخذه ولم يعف عنه، فيعذب بقدر ذنوبه ثم يُدخل الجنة، فلا بد من دخول الجنة، من مات موحدًا لا بد من دخول الجنة، لكن دخوله قد يكون أوليًّا، بمعنى أنه منذ أن يموت يعف الله عز وجل عما وقع منه من الذنوب، أو قد يعذب لكن في قبره، أو عند النزع، أو ما يحصل له من المحشر، أو دنو الشمس، أو نحو ذلك، فتكفر عنه تلك السيئات ويدخل الجنة مباشرةً، أو لا تكن هذه كافيةً في تطهيره فلا بد أن يطهر بالنار فيدخل النار ثم بعد ذلك يخرج منها، فيعذب بقدر ذنوبه ثم يُدخل الجنة فلا بد من دخول الجنة، فالعاصي الذي يموت على التوحيد معرضٌ لعقوبة الله تعالى وعذابه كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] . فنفى المغفرة، لو مات على الشرك لا يغفر له البتة والجنةُ عليه حرام، {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ} ... [المائدة: 72] الجنة حرامٌ عليه، إذا مات على الشرك عبادة القبور، تعلق بالأولياء، الاستغاثة بالأولياء، ونحو ذلك نقول: هذا كله شركٌ أكبر وفاعله يعتبر إن مات عليه ولم يتب يعتبر ماذا؟ خالدًا مخلدًا في النار والجنة عليه حرام، ما عدا الشرك قال: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} . ما هو أقل من الشرك يغفر ما اسم موصول بمعنى الذي من صيغ العموم فتعم كل ذنبٍ دون الشرك إذا مات عليه ولم يتب قال تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} .دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام