فهرس الكتاب
الصفحة 313 من 401

إذًا هم مسلمون أو لا؟ مسلمون، مؤمنون؟ نعم مؤمنون، هل هم في درجة واحدة؟ الجواب: لا، منهم الظالم لنفسه وهو مؤمن، ومنهم المقتصد الذي ترك كل المستحبات وفعل كل المكروهات ومع ذلك فهو مؤمن، والذي فعل الواجبات والمستحبات واجتنب المحظورات والمكروهات هذا أعلى الدرجات وهو كذلك مؤمن، إذًا جنس مشترك، قدر مشترك من هذه الأقسام الثلاثة أن كلاً منها يطلق عليه أنه مؤمن، لكن الإطلاق يختلف، القسمان الأولان السابق بالخيرات والمقتصد يوصف بالإيمان المطلق، يعني: لا نقيده، إيمانًا كامل إيمان الكامل، ولذلك ذكرت لكم أن الإيمان لا ينفى إلا إذا ترك واجبًا أو فعل محظورًا، ولو فعل المكروهات، المكروهات انتبه، المكروهات كلها وترك المستحبات كلها لا يوصف بنقص الإيمان البتة، يعني: الإيمان الواجب لا يوصف بنقصه البتة، وهذا قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى باستقراء نصوص الكتاب والسنة أنه لم يرد نفي الإيمان لا إيمان لكذا إلا إذا كان ذاك الفعل له أثر في نقص الإيمان الواجب، إذًا النوع الأول السابق بالخيرات يوصف بكونه مؤمنًا مطلقًا، الإيمان المطلق الذي لا يقيد، وكذلك المقتصد الذي فعل الواجبات فحسب ولم يأت بالمستحبات، أو وترك المحظورات وفعل المكروهات هذا يوصف كذلك بالإيمان المطلق، لكنَّ القسمان أو لكنْ القسمان الأولان معه إيمان مطلق، والأخير الظالم لنفسه معه مطلق إيمان، وفرق بين الشيء المطلق ومطلق الشيء، عند أهل العلم يقولون: الشيء المطلق، يعني: يقولون الإيمان المطلق، يعني: الإيمان الكامل، مطلق الشيء، مطلق الإيمان، تقدم كلمة مطلق على إيمان مطلق الإيمان الذي عنده نقص في هذا الشيء، ولذلك يقولون: الماء المطلق، ومطلق الماء. الماء المطلق هذا اختص بالطهور ويشمل الطاهر عند بعضهم، لكن لا يدخل فيه النجس، وأما مطلق الماء هذا يشمل الطهور والطاهر والنجس، لأن النجس مطلق ماء ليس هو الماء المطلق الذي يوصف بالكمال من حيث إنه يتوضأ به، يعني: يستعمل في العبادات وفي العادات، لأن الطهور هذا يستعمل في العبادات الطهارة الكبرى والصغرى وفي العادات، يعني: يطبق به ويغسل الثوب ونحو ذلك فيستعمل في العادات، والطاهر لا يستعمل في العبادات لأنه لا يرفع الحدث، وإنما يستعمل في العادات تغسل به سيارة تغسل به ثوب أرض إلى آخره، هذا لا بأس به، لكن لا تتوضأ به ولا تغتسل به من جنابة، وأما النجس فهذا لا يستعمل في العبادات قولاً واحدًا ولا يستعمل في العادات عند الجماهير، وبعضهم يرى أنه يخفف به النجاسة وهو قول مرجوح، قول مرجوح، إذًا النوع الثالث الظالم لنفسه يوصف بكونه مؤمنًا لكن ليس على إطلاقه، وإنما نقول: مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام