فهرس الكتاب
الصفحة 295 من 401

(وعقدٌ بالجنان) عَقْدٌ فَعْلٌ مراد به الاعتقاد، مر معنا الاعتقاد في أول الشرح (وعقدٌ بالجنان) ، أي: اعتقادٌ بالقلب، جَنان بفتح الجيم، جَنان مراد به القلب، أي: اعتقادٌ بالقلب وهو نيته، النية عملٌ قلبي وإخلاصه إخلاص القلبِ والتوكل والإنابة والمحبة والانقياد والخوف منه سبحانه والرجاء وإخلاص الدين له والصبر ونحو ذلك من أعمال القلوب، فكل أعمال القلوب داخلة في عقد الجنان، وهذا يقال فيه ما قيل فيما سبق أن منهما فواته يؤدي إلى فوات أصل الإيمان كالإخلاص واعتقاد معنى لا إله إلا الله اعتقاد الفهم الصحيح الشرعي لا معبود بحقٍ إلا الله، كذلك التوكل وتوكلوا على الله إن كنتم مؤمنين هذا شرطٌ في صحة الإيمان والخوف منه، إذًا بعض أعمال القلوب فواتها يؤدي إلى فوات الإيمان من أصله، وبعضها لا يؤدي إلى فوات الإيمان من أصله وإنما يؤدي إلى فوات كمال الإيمان الواجب، ومنها ما يؤدي إلى فوات كمال الإيمان المستحب، بمعنى أنه يعتبر ناقصًا من حيث الوصف كمال الإيمان المستحب، لكن لا تأتي النصوص بمثل هذا كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى، وإنما يكون المعني بنفي الإيمان الواجب فقط وما عداه فلا،

فالإيمان الشرعي (قولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وعقدٌ بالجنان) ، ومعلومٌ أن بعض أهل البدع قصر الإيمان على قول اللسان فقط، ومنهم من قصره على التصديق فقط، ومنهم من أخرج عمل الأركان المرجئة وغيرهم، وهذا الخلاف لا ندخل فيه لكن نَحْكِمَ عليه سلف الأمة ومحل إجماع، لا خلاف بين السلف في مثل هذه المسألة، فعمل الأركان هذا مجمعٌ عليه بأنه ركن، ولذلك يعبر بعضهم بأنه شرط صحة، ابن تيمية رحمه الله تعالى جوز إطلاق العبارتين في كتاب (( الإيمان الكبير ) )، لكن الأولى أن يقال: بأنه ركنٌ. لأن الركن داخلٌ في الماهية، ونحن نبين ماذا هنا؟ نبين ماهية الإيمان، ما هي حقيقة الإيمان؟ حينئذٍ إذا قلنا: بأنه شرط صحة. اعترفنا بأن عمل الأركان خارجٌ عن الماهية، أليس كذلك؟ كالطهارة بالنسبة للصلاة، حينئذٍ هل عمل الأركان خارجًا عن مسمى الإيمان أو لا؟ هذا على قولين:

منهم من يرى أنه خارجٌ عن مسمى الإيمان لازمٌ له، بمعنى أنه يتوقف عليه الإيمان، فلا يصح الإيمان إلا بوجود جنس عمل الأركان، وهذا الخلاف مع السلف خلاف لفظي فقط لأنه يرتب فوات الإيمان على ترك جنس العمل، فاتفقا في النتيجة وإنما اختلافا في التعبير.

النوع الثاني: من يرى بأن العمل - عمل الأركان - شرط كمال، وهذا مذهب المرجئة، وإن كان شاع الآن على أنه مذهب السلف، هذا باطل هذا من الافتراء على منهج السلف. دد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام