فمن قال: بأن الأعمال - أعمال القلب - شرط كمالٍ، هذا دل على أنه ماذا؟ ليس داخلاً في مسمى الإيمان من أصله ولا في كمال الإيمان الواجب بل هو في الكمال المستحب، فلو ترك العمل كله يعتبر مؤمنًا، لو صدَّق بقلبه وحرك شفتيه فقط بالشهادتين فهو مؤمنٌ وإذا مات مَات مسلمًا، ونحن نقول: إذا جعلنا عمل الأركان ركنًا، نقول: لو تلفظ بالشهادتين ولم يصلي فهو كافر، ومن لم يكفر تارك الصلاة فجعل جنس العمل ركنًا في الإيمان حينئذٍ لا بد أن يأتي بشيءٍ من أركان الإسلام لا بد أن يزكي أو يصوم أو يحج أو نحو ذلك، فلا بد أن يأتي بشيءٍ من العمل الظاهر، إذًا الإيمان الشرعي له حقيقةٌ شرعية وهو ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى وهو مجمعٌ عليه بين السلف والأدلة متضافرة كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: أكثر من مائة دليلٍ تدل على أن عمل الأركان داخلٌ في مسمى الإيمان وفواته يؤدي إلى فوات الإيمان. دد