فعلمنا بربنا بقلوبنا، ولكن لا ندرك كيفية ذاته ولا حقيقة ذاته ولا كيفية صفاته، وفي القيامة نراه بأبصارنا ولكن {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} ، حينئذٍ الإدراك هذا إحاطة، والنظر هذا أخص من الرؤية أخص من الإدراك، نعم وقوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين: 35] . كذلك آيةٌ تثبت صفة الرؤية، والأرائك جمع أريكة وهي السرر تحت الحجال، أو السرير الجميل المغطى بما يشبه الناموسية كما يقول ابن عثيمين رحمه الله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} إلى أي شيء؟ إلى وجه الله عز وجل، وإن كان هنا المتعلق محذوف ليدل على العموم، يعني: {يَنظُرُونَ} إلى كل شيءٍ يتنعمون به، ولكن أعظم وأنعم ما يتنعمون به هو النظر إلى وجه الرب جل وعلا، إذًا ينظرون إلى وجه الله، وإن كان عامًا لكل ما يتنعمون بالنظر إليه، لكن أعظمه وأنعمه النظر إلى وجه الرب جل وعلا.