فهرس الكتاب
الصفحة 201 من 401

وأنا أقول: هذا كذب. هذا كذب وافتراء على الله عز وجل وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أهل السنة والجماعة هم أهل الحديث، وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة، وهما الطائفة المنصورة، وهما الفرقة الناجية، وهم السلف، وهم السلفية، وما عدا ذلك لا يدخل فيهم لا من قريب ولا من بعيد، لأن هذا كما ذكرنا مخالف من جهة الأصل لاعتماد الدليل والمصدر، وثانيًا من جهة التفصيل، والأشاعرة في باب الأسماء والصفات مخالفون لأهل السنة من جهتين، من جهة التأصيل لأن اعتمادهم على العقل، ثانيًا من جهة التفصيل، فهم يثبتون الكلام مثلاً لكن ليس المراد إثبات لفظ الكلام كما أثبته أهل السنة والجماعة. نقول: أهل السنة والجماعة يثبتون لفظ الكلام، والأشاعرة كذلك يثبتون لفظ الكلام، لكن ما معنى الكلام عند الأشاعرة؟ هو الكلام النفسي، ليس هو لفظ ولا حرف ولا صوت ولا يُسمع ولا يتنوع .. إلى آخره، وكل هذا نقول: أمر بدعي. وليس مراد الرب جل وعلا إذا قال: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً} بأن ننفي صفة الكلام على أي معنى كان، لا، وإنما نثبتها على مراد الرب جل وعلا، فإذا وقع حينئذٍ تحريف لمدلول هذا اللفظ نقول: هذه مباينة ومفاصلة بين الطريقين.

إذًا ليس الأشاعرة من أهل السنة، وليس الماتريدية من أهل السنة والجماعة، وإدخالهم إدخال الطائفتين في مفهوم أهل السنة والجماعة كذبٌ على السلف. وإنما أراد البعض هنا في هذا العصر أن يجمع الطوائف لأمرٍ دعوي.

إذًا نقول: أسماء الله تعالى توقيفية، بمعنى أنها موقوفة على السماع، والتوفيقي هو الذي لا يثبت إلا بنص، ولا نص من كتابٍ ولا سنة ولا في أقوال الصحابة تسمية الله تعالى بالقديم، إنما أسماؤه المذكورة في القرآن والسنة ليس فيها لفظ القديم، وإنما سما نفسه بالأول {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3] الأول يعني: الذي ليس قبله شيء وهذا أولى استعماله من القديم، لأنهم أرادوا بالقديم الذي لم يسبق، نقول: اللفظ لا يدل على هذا بخلاف الأول. الأول بمعنى أنه منفرد بوصف، وقد فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنت الأول فليس قبلك شيء» . فدل على أنه منفرد بهذه الصفة، بينما سَمَّى نفسه بالأول والآخر، وهذا يغني عن القديم وهو أبلغ منه في المعنى لدلالته على القديم وأنه لم يسبقه شيء، بل ولم يماثله، فإن الأول يدل على سبق الله تعالى لكل شيء كما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «أنت الأول فليس قبلك شيء» إذًا مدام أن عندنا في الكتاب لفظ الأول فهو الذي يتعين، ولا نقول من أسمائه: القديم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام