فهرس الكتاب
الصفحة 177 من 401

الثاني: أن يكون السبب هو خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه، ما علم المتعجب بذلك؟ ولذلك الحديث لو صح ( «يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة» ) الشاب الأصل أنه ميال للشهوات، كون هذا ينشأ على طاعة الله عز وجل مع علم الله عز وجل هذا خرج عن نظائره، فيتعجب الله عز وجل، لكن الحديث لو صح معناه صحيح لا إشكال فيه، إذًا أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره فهو عن ما ينبغي أن يكون عليه مع المتعجب، وهذا هو الثابت لله عز وجل، لأنه ليس عن نقصٍ من المتعجب، ولكنه عجب بالنظر إلى حال متعجب منه، واضحٌ هذا؟ إذًا فيه إثبات صفة العجب لله عز وجل ( «يعجب ربك» ) ، في إسناده العجب، لأنه فعل مضارع إلى الرب، فهو موصوفٌ به ( «من الشاب ليست له صبوة» ) ، «صبوة» فَعْل يعني ليس له ميلٌ وجنوحٌ إلى الشهوات، لأن عادة الشباب هي الميل إلى الشهوات، هذا الأصل فيه، فإذا عزف عنها شابٌ أقبل على آخرته كان ممن يثير العجب هذا الأصل، ... (وقوله - صلى الله عليه وسلم: «يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة» ) ، [هذا الحديث خَرَّجه أحمد، وابن أبي عاصم في (( السنة ) )، وأبو يعلى، والطبراني في (( الكبير ) )، وغيرهم، وإسناده ضعيف، لا ليس هو هذا] هذا خَرَّجه مالك، والبخاري، ومسلم، صحيح الحديث صحيح، السابق الذي ذكر المحشي هنا أنه ضعيف ( «يضحك الله إلى رجلين» ) ، ... ( «يضحك الله» ) فيه إسناد الفعل إلى الله عز وجل، هكذا تخرجه هذا مهم جدًا وجه الاستدلال بالنص على إثبات صفة الضحك لله عز وجل، يعني: ما قال الله ضاحك، وإنما قال: ( «يضحك الله» ) . حينئذٍ نقول: هذا فعلٌ أُسند إلى الرب جل وعلا، والأفعال في المعاني الصفات، صفات لمن؟ لفاعلها، وهنا فاعل فَاعل اصطلاحي ( «يضحك الله» ) الله تعربه فاعل، لأنه هو الذي فعل الضحك، نقول: قام زيدٌ. زيدٌ هو الذي فعل القيام، كذلك ( «يضحك الله» ) ، إذًا الله هو الذي فعل الضحك وهو موصوفٌ به.

الصفة الثانية عشر: الضحك وهي من الصفات الثابتة بالسنة والإجماع، وحديث ( «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل ثم يتوب الله عز وجل على القاتل ويستشهد» ) متفقٌ عليه، إذًا هذه الصفة ليست ثابتة بالكتاب، وإنما ثابتة بالسنة، وأجمع السلف على إثبات صفة الضحك على ما يليق به سبحانه، (وقوله: «يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة» ) ، قال المصنف: (فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته، نؤمن به، ولا نرده) . (فهذا) الفاء للتفريع، يعني: بعد ما ذكرت هذه النصوص من السنة، (وما أشبهه) ، يعني: من الأحاديث التي دلت على إثبات الصفات لله عز وجل، (مما صح سنده) ، (سنده) السند هو:

السند الإخبار عن طريقٍ ... متن كالإسناد لدى فريق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام