والثالث هو الصحيح أنه يتوقف في ذلك، لا نقول: يخلو. ولا نقول: لا يخلو. وابن تيمية رحمه الله تعالى يرى أنه لا يخلو، لأن الآيات السبع محكمة، لكن الصحيح التوقف لعدم وجود نص وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى التوقف وأصح، أما العلو فنقول: ينزل مع إثبات صفة العلو. يعني: كونه ينزل إلى السماء الدنيا، ويأتي ذكر صفة العلو أنه عالم جل وعلا بذاته ومستوٍ على عرشه بذاته فوق السماوات السبع حينئذٍ قد يتصور الذهن القاصر بأن ثَمَّ تعارض بين النوعين، بين كونه ينزل إلى السماء الدنيا، وحينئذٍ هو عالٍ على عرشه نقول: لا تعارض. أما العلو فنقول: ( «ينزل» ) . لكنه عالٍ على خلقه، وليس معنى النزول أن السماء تقله، وأن السماوات الأخرى تظله؟ هذا ليس المراد به النزول، لأنه إذا قلنا بهذا كيفنا الصفات، ونحن نقول: ينزل ربنا ولا نكيف، لا نعلم كيف ينزل، أخبرنا أنه ينزل إلى السماء الدنيا مع قولنا بأن السماوات الست ليست فوقه جل وعلا، وبمعنى أن السماء الدنيا ليست تقله، يعني: تحمله، ننفي هذا وذاك، ونثبت النزول مع العلو، كيف هذا؟ نقول: الله أعلم. لأن هذا متعلق بماذا؟ بالكيفية، ونحن عندنا قاعدة عامة في باب الصفات أننا نجهل الكيفيات كيفيات الصفات، حينئذٍ نثبت النزول كما هو لله عز وجل نزولاً يليق بجلاله إلى السماء الدنيا، وننفي بأن السماء الدنيا تقله، يعني: تحمله وبأن السماوات السبع تظله بأن تكون فوقه جل وعلا، كيف هذا؟ نقول: الله أعلم. فهو نزول حقيقي، وينزل الرب حقيقةً مع علوه حقيقةً وليس كمثله شيء على القاعدة العامة، والنزول صفةٌ فعلية وهي من الأفعال الاختيارية، واضح هذا؟