والإتيان والنزول والمجيء عده صفةً أخرى، والاستواء كلها أنواع وأفعاله وقيل: صفةٌ واحدة وليس صفتين، لأن من فرق بينهما استدل بالنصين، يعني: كون الله عز وجل عبر في هذا المحل بالمجيء وعبر في موضعٍ آخر بالإتيان، والأصل عدم الترادف، فالمجيء صفة والإتيان صفةٌ أخرى، حينئذٍ استدل من فرق بالنصين ( {أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ} ) ، ( {وَجَاء رَبُّكَ} ) مع أن سبب الإتيان والمجيء واحد أو لا؟ واحد، إذًا السبب واحد وهو الفصل للقضاء أو فصل القضاء بين الخلائق، فالسبب واحد والزمن واحد، فدل ذلك على أن المعنى واحد، حينئذٍ معنى المجيء هو معنى الإتيان، ومعنى الإتيان هو معنى المجيء، وأيضًا المعنى اللغوي يقتضي ذلك، فإن معنى أتى هو معنى جاء لغةً يعني: يطلق هذا بمعنى هذا، لكن يبقى الإشكال عند من لم يرى الترادف، يبقى الإشكال لا بد من التفريق، والصحيح وقوع الترادف في لسان العرب، إنسان وبشر بمعنًى واحد، ليث وأسد بمعنًى واحد، ثَمَّ خلاف بين النحاة وغيرهم هل يوجد في اللغة ما هو مترادف بمعنى واحد أم كل لفظٍ مغاير للآخر وإن كان المصدق واحد؟ ثَمَّ خلاف، والصحيح وقوع الترادف في لسان العرب، فإنسان وبشر بمعنى واحد، نعم قد يدل اللفظ على شيءٍ زائدٍ على ما دل عليه اللفظ الأخر، فالإنسان قيل: مأخوذ من النسيان، والبشر مأخوذ من ظهور البشرة، حينئذٍ هذه دلالةٌ أخرى، على كلٍّ ثَمَّ خلاف في هذه المسألة هل هما صفتان أم صفةٌ واحدة؟ لكون السبب واحدًا والزمن واحد والأصل جواز الترادف قلنا: بأن معنى المجيء والإتيان واحد، وهما صفةٌ واحدة.