فهرس الكتاب
الصفحة 168 من 401

هل يأتيهم يعني: ما؟ [لا] ، {هَلْ يَنظُرُونَ} هذه الآية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ} الاستفهام هنا بمعنى النفي قد يكون الاستفهام خارجًا عن أصله، يعني: ليس المراد به الاستخبار، هل يستفهم الله لم يعلم من أجل أن يعلم؟ هل قام زيد؟ تقول لصاحبك: هل قام زيد؟ لا تعلم بقيام زيد تستفهم، هذا أصل في حقيقة الاستفهام، لكن إذا استفهم الله عز وجل ليس المراد به الاستفهام، وإنما المراد به إما التقرير وأما النفي، وهنا المراد به النفي، يعني: ما ينظرون، وينظرون بمعنى ينتظرون، والمعنى ما ينتظر هؤلاء المكذبون {إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} وذلك يومَ القيامة، {فِي ظُلَلٍ} أي مع ظلل و {الْغَمَامِ} السحاب الأبيض، فمذهب أهل السنة والجماعة إثبات أن الله تعالى يأتي بنفسه هو يوم القيامة للفصل، فنؤمن بأن الله تعالى يأتي حقيقةً وعلى كيفيةٍ تليق به مجهولةٌ لنا، وهي من صفاته الفعلية الاختيارية، يعني: المجيء والإتيان من صفاته الفعلية والاختيارية، لكن هنا بحث هل المجيء والإتيان بمعنًى واحد؟ يعني: صفة واحدة أم صفتان؟ محل اختلاف محل خلاف، لكن الظاهر أنهما صفةٌ واحدة ظاهر صنيع المصنف أنه جعلهما صفتين المجيء والإتيان، لأنه يذكر طريقته يذكر لكل صفة آية، لا يجمع آيتين للدلالة على الصفة الواحدة، حينئذٍ ذكر لصفة المجيء آية واحدة وهي: {وَجَاء رَبُّكَ} ، ولما كان الإتيان عنده مغاير للمجيء قال: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ} . فذكر آيةً أخرى لتدل على صفةٍ أخرى، إذًا هما صفتان عند المصنف في ظاهر صنيعه، لأن من عادته ذكر آيةٍ لكل صفة، وذكر الهراس في شرح النونية وكذلك في شرح الوسطية أنهما صفتان، المجيء صفة مغايرة للإتيان، كل منهما صفةٌ مستقلةٌ مغايرةٌ عن الأخرى، وكذلك في ظاهر صنيع صاحب (( التنبيهات السمية بشرح الواسطية ) )حيث قال: أفادت الآيات إثبات أفعال اختيارية والإتيان والنزول والمجيء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام