[نعم] كرم الله وجهه، هذا عند الرافضة والزيدية وغيرهم، نقول: لا، كذلك لا يخص علي رضي الله تعالى عنه بهذا الوصف، بعض الصحابة ما سجد لصنم البتة نشأ في الإسلام حينئذٍ إما أن تصفهم كلهم كرم الله وجهه كرم الله وجهه، وإما أنك لا تخص عليًّا بوصفٍ دون غيره، ثم جعل شعارًا عند أهل البدع، والشعار في أصله قد يكون لا بأس به، لكن إذا اختص به أهل البدع وحينئذٍ نقول: لا، ولذلك سيأتي معنا إطلاق فعل المخلوق سيطلق عليه المصنف بأنه كَسْب كسب المخلوق، كسب المخلوق لا بأس به، لكن لما جعل شعارًا عند الأشاعرة على معنًى خاص حينئذٍ السلفي لا يستعمل هذه الألفاظ المشتركة، وإنما يجب أن يعبر بألفاظ بعيدة كل البعد عن مشابهة الطوائف المنحرفة، قال أبو عمرو الأوزاعي: (عليك) . إلزم (بآثار من سلف) ، إلزم طريقة من سلف، وعرفنا من سلف، هنا مراد من أطلقها على الأشخاص، يعني: الصحابة وهو من تابع التابعين، إذًا أراد به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين (عليك) إلزم هذا اسم فعل أمر، كقوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} . (عليك بآثار من سلف) ، أي إلزم طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان، (وإن رفضك الناس) (رفضك) يعني أبعدوك وجانبوك كما قال الإمام أحمد: ولا نزيل عنه صفةً لشناعةٍ شُنِّعت. يعني كل من اتبع السلف لا بد أن يُرمى، لا بد في كل عصر حتى في عصرنا هذا لأن السلفي الموحد الذي يعرف حقيقة التوحيد في كل بلاد الإسلام يقال: إنه وهابي. من أجل ماذا؟ التنفير عن هذه الدعوة، نقول: هذا سنةٌ عند أهل الباطل كل صاحب عقيدةٍ سلفية يُرمى بمثل هذه، وهذا يقول: ... (وإن رفضك الناس) . يعني: ستجد من يرفضك ولا يتقبل منك ما جئت به، (وإياك) تحذير إياك (وآراء الرجال) (وإياك وآراء الرجال) ، يعني: احذر آراء الرجال وهي ما قيل بمجرد الرأي من غير دليلٍ شرعي، (آراء الرجال) نوعان: رأي مستند على دليلٍ شرعي، وهذا اعتباره لا بأس به، بل لا يمكن أن لا يفهم الكتاب والسنة إلا بالرجوع إلى آراء الرجال التي هي معتمدة ومستندة إلى دليلٍ شرعي، ورأي أو (آراء الرجال) ليست مستندة أو معتمدة على دليلٍ شرعي، وإنما معتمدة على الظن والتخمين والهوى والتقاليد والعادات والأصول التي أحدثها أهل البدع هذه نقول: يحذَّرُ منها كما قال هنا: (وإياك وآراء الرجال) . يعني: احذر آراء الرجال وهي التي ليست مبنيةً على دليلٍ صحيح، ومن هنا تعلم أن ما قد انشاع من ذم المتون الفقهية تقول: نزلها على هذه.