وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) . العنكبوت . (( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ). الأعراف:204. وقال: (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(2) .يوسف . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77 . الحج .ويقول سبحانه (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ(238) . البقرة:238
ويقول سبحانه: (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) )، ويقول: (( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(204) .الأعراف .ويقول: (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ) ).ص:29
والشاهد من كل ذلك أن هناك قصدا ربانيا من أي عبادة ، وإخلال عمل القلب من أي عبادة إخلال في موافقة إرادة الشارع ، وهذا يتنافى مع إخلاص المحبة لله ، فالمولى سبحانه لم يكلفنا فوق طاقتنا ، ولكن لما ضعف الإخلاص ، ضعفت معه كل الأعمال القلبية ، وصار هذا وكأنه فوق الطاقة ، وتركنا المجاهدة ونسينا أنها من الإحسان ، قال سبحانه: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
(69) .العنكبوت .ولو أن هناك تذكيرا وترغيبا وترهيبا دائما لعمل القلب عموما وعمل القلب في الصلاة خصوصا لأثمرت - بإذن الله- النهي عن الفحشاء والمنكر ، ولكن انحراف قد وقع من كثير الفقهاء في الإخلاص وعمل القلب منذ مئات السنين ، يدفع ثمنه المتفقهة والعامة في الدنيا ، وسيدفع ثمنه الخاصة يوم القيامة إن لم يراجعوا فقههم وفقه الأولويات الإيمانية .
يقول شيخ الإسلام [1]
(( وأما الإحسان فقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك [2] قد قيل أن الإحسان هو الإخلاص والتحقيق أن الإحسان يتناول ا
لإخلاص وغيره والإحسان يجمع كمال الإخلاص لله ويجمع الإتيان بالفعل الحسن الذي يحبه الله قال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [3] وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ
(1) ) مجموع الفتاوى 7/622 .
(2) ) أخرجه البخاري وغيره .
(3) ) البقرة:112