الصفحة 12 من 25

ويقول [1]

(( وأخبر الله أن سلطانه ليس على عباد الله بل على من اتبعه من الغاوين والغي إتباع الأهواء والشهوات وأصل ذلك أن الحب لغير الله كحب الأنداد وذلك هو الشرك قال الله تعالى فيه إنما سلطانه علي الذين يتولونه والذين هم به مشركون فبين أن صاحب الإخلاص مادام صادقا في إخلاصه فإنه يعتصم من هذا الغي وهذا الشرك وإن الغي هو يضعف الإخلاص ويقوي هواه الشرك فأصحاب ) ).

جاء في الحديث: (( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) ) [2]

فكلما كان هم عبد الآخرة ازداد يقينا ، وكلما ازداد يقينا زهد من الدنيا لأن من ما عند الله خير وأبقى .

وعن ابن مسعود [3] -رضي الله عنه -

(( إن للإسلام علامة وعلامته الإيمان ليكسر علامة وعلامة الإيمان اليقين ،ولليقين علامة وعلامة اليقين الإخلاص ،وللإخلاص علامة وعلامة الإخلاص الورع وعلامة الورع الزهد في الدنيا فمن تمسك بالورع والزهد بلغاه كل درجة رفيعة.. ) )

ويقول شيخ لإسلام [4] :

(( وكذا الخوف والرجاء وما أشبه ذلك فإن كمل خوف العبد من ربه لم يخف شيئا سواه قال الله تعالى:( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ) [5] وإذا نقص خوفه خاف من المخلوق وعلى قدر نقص الخوف وزيادته يكون الخوف كما ذكرنا في المحبة وكذا الرجاء وغيره فهذا هو الشرك الخفي الذي لا يكاد أحد أن يسلم منه إلا من عصمه الله تعالى وقد روى [6] أن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل [7] ، وطريق التخلص من هذه الآفات كلها الإخلاص لله عز وجل قال الله

(1) ) قاعدة في المحبة 1/79

(2) ) أخرجه الترمذي 2465وغيره ، وصححه الألباني ، وفي رواية في صحيح ابن حبان (( نيته ) )بدلا من (( همه ) ).

(3) ) الفردوس بمأثور الخطاب رقم 785 . لأبي شجاع الديلمي الهمذاني .

(4) ) مجموع الفتاوى 1/94

(5) ) الأحزاب:39

(6) ) سوف يأتي تخريجه .

(7) ) أخرجه أبو يعلى في مسنده (( 60 ) )، وضعفه المحقق حسين أسد ، وأخرج بنحوه الحاكم في المستدرك 3148، وقال: (( وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) )، وصححه الألباني.ينظر حديث رقم: 3731 في صحيح الجامع .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام