وقرأ هذه الآية وقال: (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت ) ). [1]
يقول شيخ الإسلام [2]
(( كما أن إخلاص الدين سبب التقوى و فعل الحسنات قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) )وقوله (لعلكم تتقون ) متعلق بقوله (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) لعل التقوى تحصل لكم بعبادته كما قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) .
12)الجهاد في سبيل الله:
قال شيخ الإسلام [3]
(( وفى الجهاد أيضا حقيقة الزهد في الحياة الدنيا وفى الدار الدنيا وفيه أيضا حقيقة الإخلاص فإن الكلام فيمن جاهد في سبيل الله لا في سبيل الرياسة ولا في سبيل المال ولا في سبيل الحمية وهذا لا يكون إلا لمن قاتل ليكون الدين كله لله ولتكون كلمة الله هي العليا وأعظم مراتب الإخلاص تسليم النفس والمال للمعبود ) ).
يقول شيخ الإسلام [4]
(( وكذلك من ذاق طعم إخلاص لله وإرادة وجهه دون ما سواه يجد من الأحوال والنتائج والفوائد ما لا يجده من لم يكن كذلك بل من اتبع هواه في مثل طلب الرئاسة والعلو وتعلقه بالصور الجميلة أو جمعه للمال يجد في أثناء ذلك من الهموم والغموم والأحزان والآلام وضيف الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى ولا يحصل له ما يسره بل هو في خوف وحزن دائما إن كان طالبا لما يهواه فهو قبل إدراكه حزين متألم حيث لم يحصل فإذا أدركه كان خائفا من زواله وفراقه وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فإذا ذاق هذا أو غيره حلاوة الإخلاص لله والعبادة وحلاوة ذكره ومناجاته وفهم
(1) ) أخرجه البخاري ومسام وغبرهما
(2) ) الرد على البكري 274
(3) ) مجوع الفتاوى 28/442 )) العقود الدرية1/160
(4) ) الزهد والورع والعبادة 1/82